حين أطلقت هيونداي طراز فيلوستر لأول مرة، أحدث ذلك نوعا من الصدمة، بفضل تصميم السيارة المميز. إذ جاءت بشكل سيارة هاتشباك (من حيث الصندوق الخلفي الذي يفتح إلى الأعلى)، ولكن بتصميم أقرب إلى سيارات الكوبيه، خاصة وأنها توفرت بباب واحد، على الأقل من جانب السائق. إذ أن هيونداي اعتمدت تصميما فريدا مع بابين على الجهة الأخرى (مثل ميني كلوبمان) لتسهيل دخول الركاب إلى الخلف. وعلى الرغم من الاستقبال الجيد للسيارة في مختلف الأسواق، إلا أن فيلوستر لم ترتق بأدائها إلى مستوى التصميم. فمحرك السيارة، من فئة 1.6 ليتر، لم يوفر سوى 136 حصانا لم تكن كافية أبدا لإعطاء السيارة أداء يناسب تصميمها المميز. ولكن يبدو أن هيونداي قد قررت تصحيح هذا الأمر مع تقديم فئة تيربو من هذه السيارة، والذي وكما بدا جليا خلال تجربة هيونداي فيلوستر تيربو يرفع من قوة السيارة بشكل واضح، إذ تصل قوة المحرك إلى 204 حصان. هذه القوة تنقل إلى العجلات الأمامية عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ست نسب، يمكن التحكم بعملها يدويا طبعا. من حيث التصميم، ليس هناك من فروقات كبيرة بين الطراز القياسي وفئة التيربو. فباستثناء مقدمة مع فتحة هواء أكبر ومخارج عادم مزدوجة دائرية في الخلف، ليس هناك من فروقات تذكر. ولكن وكما اكتشفنا خلال تجربة هيونداي فيلوستر تيربو فإن السيارة لا ينقصها التميز لتلفت النظر، خاصة وأن صوتها، وإن لم يكن رياضيا بالمعنى التقليدي من حيث ارتفاعه، إلا أنه جدي وعميق، ويعطي السيارة شخصية محببة دون أن يكون مزعجا عند القيادة اليومية أو لمسافات طويلة. في الداخل، المقصورة لا تزال كما هي، وهذا يعني لوحة قيادة بتصميم شبابي عصري، وتجهيزات غنية لهذه الفئة من السيارات. ما يعيبها ربما هو الاستخدام المفرط للبلاستيك الصلب، والذي كنا نتمنى لو استبدلته هيونداي بتصميم آخر أكثر تميزا، أو ربما بتطعيمات معدنية كانت ستعطي السيارة تميزا أكثر. ولكن هذه المقصورة تمتاز بتجهيزاتها المميزة، بدءا من المقاعد الرياضية (المبردة والمدفأة) ووصولا إلى كاميرا الرجوع إلى الخلف ونظام الهاتف ووصل الأجهزة الخلوية وأجهزة الموسيقى، طبعا دون أن ننسى تجهيزات السلامة كأكياس الهواء وأنظمة التحكم بالتماسك. من حيث تجربة هونداي فيلوستر تيربو على الطريق، لا بد هنا من الانتباه إلى أننا لا نقود سيارة رياضية خالصة. أي أن التركيز هنا ليس على الأداء المطلق كسيارات رينو الرياضية مثلا، ولكن على توفير تجربة قيادة ممتعة. وفي هذا المجال تحقق فيلوستر تيربو علامة عالية جدا. وهنا لسنا نقارن بين تجربة هيونداي فيلوستر تيربو وسيارات مثل الغولف GTI مثلا ذات المحرك الأكبر، ولكن ربما مع سيارات من الفئة الأصغر مثل فورد فييستا ST أو ربما رينو كليو. أول ما يلفت الانتباه هو قوة المحرك. صحيح أن الأداء ليس صاروخيا، خاصة عند الانطلاق من الثبات. ولكن ما أن تنطلق السيارة، وعلى مستويات الدوران المتوسطة التي هي في الغالب ما يستخدمه السائق بشكل يومي على الطرق العامة، فإن عزم المحرك وتجاوبه ممتاز. هناك بعض التأخير في عمل التيربو، ولكن بعد أن تصل دورات المحركم إلى حدود 2500 د/د، فإن التجاوب من المحرك ممتاز، خاصة وأن السيارة مزودة بعلبة تروس من فئة DCT، أي أنها مزودة بكلتشين، من سبع نسب أمامية. التجاوب الميكانيكي من العلبة ممتاز، ولكن هناك هوع من التأخير في تجاوبها مع تغيير النسب يدويا، وهو أمر يعيق تقدم السيارة وأدائها بعض الشيئ. ما يعوض ذلك هو التماسك العالي للسيارة. العجلات المعدنية الكبيرة والإطارات العريضة تعطي تماسكا يحتاج لقوة أكبر بكثير من قوة المحرك للتغلب على تماسكها، وبالتالي فالحفاظ على السرعة في المنعطفات أمر سهل. ولكن هذا التماسك العالي يعني أيضا بعض الانزلاق الأمامي في النهاية تحت الضغط الكبير، ومن ثم صعوبة تعديل المسار عبر دواسة الوقود. ببساطة، تجربة هيونداي فيلوستر تيربو تكشف أن الصانع الكوري يسير على الطريق الصحيح. هذه السيارة ليست سيارة رياضية خالصة، ولكن سيارة كوبيه توفر شكلا مميزا وتجربة قيادة ممتعة. تبدو هيونداي فيلوستر تيربو نقطة بداية ممتازة للجيل الجديد، وربما بشكل أهم، نقطة بداية مشجعة لفرع N الرياضي الجديد لدى هيونداي، والذي ستناط به مهمة تقديم نسخ رياضية من سيارات الشركة الكورية. وإذا كانت تجربة هيونداي فيلوستر تيربو مقدمة لهذه السيارات، فعلى الأوروبيين أن يحذروا. |
|
|
|