اختراع التقاليد للكاتب إيريك هوبزبوم و تيرينس رينجر
للكاتب / إيريك هوبزبوم و تيرينس رينجر
يحكم التقليد قدراً غير يسير من حياة الناس والمجتمعات
ونرى الناس في الجماعات والمجتمعات الحديثة والقديمة على حد سواء
يحتفلون بالتقاليد ويجلونها وينسجون من حولها هالة تعلو بها فتتسامى فوق الجماعة
حتى ليحسب المرء أنها هي التي شكلت الجماعة وصاغتها.
لكن الواقع يثبت أن التقاليد تنشأ عن مصادفات أو ظروف أو أحوال عارضة
ثم يجد من يهتم به ويرعى مساره لغاية أو لأخرى حتى يصبح قيمة اجتماعية مرعية
في حد ذاته.
فكيف تنشأ هذه التقاليد المخترعة وتتطور؟ ولماذا؟ وكيف يتعامل معها
أفراد الجماعة المعنية؟ وكيف تأخذ أدوارها في صياغة الهوية الجمعية وتشكيلها؟
ثم كيف تأتي مصالح أو أهواء بعض من مكونات تلك الجماعة فترعاها
وتأخذ بيدها وتيسر لها السبل حتى تبلغ تلك المكانة وتقوم بذلك الدور؟!
هذا ما يتناوله كتاب "اختراع التقاليد" من خلال جملة دراسات لتقاليد مخترعة اختراعاً
ثم عمّت وترسخت حتى صارت من المكونات المرموقة في شخصية الجماعة
كأنها جزء مكون فيها منذ غابر الزمان رغم حداثة عهدها بها.
ويوضح الكتاب أهمية كبرى لدراسة التقاليد من قبل المؤرخين؛ لأنها مؤشرات
لمشاكل قد لا يتم تشخيصها من غير ذلك،
ولتطورات يصعب تحديد هويتها وتاريخها؛ ولأنها تلقي إضاءة مهمة على العلاقات
الإنسانية مع الماضي أي على موضوع عمل المؤرخ نفسه وعلى صنعته أيضاً.
ويقدم الكتاب لمحة عن اختراع التقاليد في المرتفعات الاسكتلندية
وتقاليد الماضي الويلزي في العصر الرومانسي، إضافة إلى تقاليد الهند الفيكتورية
في إفريقيا والإنتاج الواسع للتقاليد في أوروبا. |
|
|
|