الحياة الزوجية تقوم على المشاركة بين الزوجين، فالشورى تمثل جزءًا مهمًّا منها؛ كونها تشيع روح المحبة والمودة والتفاهم، وتبعث الثقة والطمأنينة في نفسيهما، ومع أهميتها هذه كثير من الرجال ينأون عنها ويتكبرون عليها. "فلسطين" حاورت الاختصاصي الاجتماعي أحمد حمد؛ لمعرفة أهمية الشورى في الحياة الزوجية، وضرورة احترام الزوج لرأي زوجته:
حمد بين أن التشاور بين الزوجين مبدأ إسلامي أصيل هدفه الوصول إلى الرضا النفسي والشعور بالاستقرار والمعايشة الوجدانية وتقارب الأفكار، يؤدي فيما بعد إلى ترسيخ مفهوم الشورى عند الأبناء. وأضاف: "الشورى مدخل للتفاهم، وتجدد الحب بين الزوجين، وتعينهما على تخطي المشكلات، واستمرار الحياة الزوجية، أما غيابها فمدخلٌ للتخاصم والتدابر والشقاق وضياع الحب والتفاهم، وكثرة الخلافات والصدامات، وفقدان الثقة بين الطرفين، وعدم الإحساس بالأمان". وتابع: "والقرآن الكريم يذكر التراضي والتشاور بين الزوجين في أمور إرضاع الأطفال وفطامهم، فما بالنا بما هو أهم من ذلك في شؤون الحياة، وأكثر دوامًا وأجدر؟!، والرسول (صلى الله عليه وسلم) له مواقف عديدة في الشورى مع زوجاته، كما فعل حينما أخذَ برأي أم سلمة (رضي الله عنها) يوم الحديبية". ضياع الحب ورأى أنَّ الأصل في الحياة الزوجية التحاور والتشاور والتشارك، واللطف واللين والمودة والرحمة، مبينًا أنَّ للتشاور الناجح مقومات، منها: اختيار الوقت المناسب، والمكان المناسب، وعرض الموضوع المراد التشاور فيه بصورة واضحة، وتفهم كل طرف لأسلوب الطرف الآخر في التفكير، قائلًا: "لا ينجح التشاور إذا لم ينصت أحد الزوجين للآخر في أثناء الحديث، والإنصات هنا ليس معناه الاستماع فقط، ولكنَّ الإصغاء بكل الحواس مع إظهار الحاجة الشديدة لمشورة الطرف الآخر". ولكن ماذا يحدث إذا استبددت _عزيزي الزوج_ برأيك ولم تكن على اقتناع بمبدأ التشاور؟، يجيب حمد: "ستحدث انفصالية في التفكير بينك وبين زوجتك، ثم يؤدي ذلك إلى التباعد بينكما، وعدم التجانس وضياع الحب شيئًا فشيئًا". وأضاف: "غياب الشورى سيؤدي إلى عدم إحساس الزوجة بالأمان والطمأنينة، وعدم الوصول إلي حل مرضٍ للطرفين في كثير من القضايا، والشعور بأنَّ الزوج لا يقدر اهتماماتها، فينشأ الأبناء في جو قائمٍ على عدم الشورى، سيورثونه _بلا شك_ لمن بعدهم". |
|
|