إن وجود ومضات وعوائم "أجسام طافية" في ساحة الرؤية أمر مألوف، ولا يشير عادة إلى وجود حالة طبية خطيرة. تبدو العوائم وكأنها بقع صغيرة أو نقط سوداء، أو دوائر، أو خطوط، أو بيت العنكبوت، أو أية أشكال أخرى في ساحة الرؤية. وهي تبدو عادة رمادية أو بيضاء شفافة نسبياً. قد تبقى العوائم في مكان واحد، وقد تتحرك بسرعة خارج ساحة الرؤية. وهي ذات أهمية ضئيلة من الناحية الطبية، ما لم تؤثر على النظر. أما الومضات فتبدو وكأنها ومضات من الضوء، ويترافق ظهورها مع العوائم أحياناً. قد تكون الومضات التي تستمر عشرة إلى عشرين دقيقة مرافقة للصداع الشقّي "الشقيقة". إن الومضات الناتجة عن انفصال الهلامة الزجاجية في العين عن الشبكية يعتبر من مظاهر التقدم في السن وينبغي أن يختفي خلال بضعة أسابيع أو أشهر. ليس هناك أية أدوية أو قطرات عينية تجعل العوائم تختفي، ولكن الدماغ يتعود على تجاهلها عادة. إذا أثرت الومضات على النظر بشكل ملحوظ ولم تختف بمرور الوقت، فربما ينصح الطبيب بإجراء عمل جراحي لاستئصال الهلامة الزجاجية من العين واستبدالها بمحلول ملحي. إذا ظهرت العوائم فجأة، أو ازداد عددها بشكل سريع، فعلى المريض مراجعة طبيب العيون فوراً لأن ذلك قد يكون مؤشراً على مشكلة عينية خطيرة تحتاج تدخلاً جراحياً عاجلاً. مقدمة في بعض الأحيان يرى الناس بقعاً أو شرارات صغيرة متحركة في مجال رؤيتهم. ويطلقون على هذه الأحاسيس الأجسام الطائرة أو الذباب الطائر أو السمادير. إن سبعة من كل عشرة أشخاص تقريباً يرون الأجسام الطائرة في فترة ما من فترات حياتهم. وأحياناً يرى الشخص إلى جانب هذه الأجسام وميضاً من الضوء. إن رؤية الأجسام الطائرة والوميض أمر شائع للغاية ولا يدل عادة على وجود مشكلة صحية خطيرة. ولكن الظهور المفاجئ لها قد يشير إلى وجود مشكلة عينية خطيرة مثل تمزق الشبكية أو انفصال الشبكية. يشرح هذا البرنامج التعليمي معنى الأجسام الطائرة والوميض، وكذلك أعراضها وأسبابها، ومتى تكون مؤشراً على وجود مرض خطير. كما يتناول البرنامج تشخيص ومعالجة الأجسام الطائرة والوميض وعناية كل إنسان بنفسه. لمحة تشريحية عن العين لمعرفة أجزاء العين علاقة بالحديث عن الأجسام الطائرة والوميض. ولاسيما تشريح العين. يسقط الضوء أول الأمر على قَرنِيَّة العين. والقرنية هي الغطاء الشفاف الذي يقع في مقدمة العين. بعد ذلك، ينتقل الضوء إلى قعر العين ماراً عبر الحَدَقَة أو بؤبؤ العين. والحدقة هي فتحة موجودة في مركز الجزء الملون من العين. ندعو الجزء الملون باسم القَزَحِيَّة. إن القزحية تضبط كمية الضوء الداخل إلى العين من خلال تحكمها بحجم الحدقة أو البؤبؤ. بعد مرور الضوء عبر الحدقة أو البؤبؤ فإنه يصل إلى عدسة شفافة تعمل على تركيز أشعة الضوء على الجدار الخلفي للعين. إن هذه العدسة تقوم بالدور الذي تقوم به عدسة آلة التصوير أو الكاميرا. بعد مرور أشعة الضوء المركزة عبر العدسة، تسير عبر مادة هُلامية شفافة تدعى "الجسم الزجاجي" ثم تسقط أخيراً على قعر العين حيث توجد الشَبَكِيَّة. تقوم الشبكية بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية تنتقل عبر العصب البصري إلى الدماغ الذي يترجمها إلى صور مرئية. إن الجزء المتوسط من الشبكية يدعى "البقعة" وهو يسمح للإنسان برؤية الأشياء أمامه على نحو واضح. إن الجزء الباقي من الشبكية يسمى المحيط، وهو يسمح للإنسان برؤية الأشياء على الجانبين. تسمى هذه الرؤية "الرؤية المحيطية" أو "الرؤية الجانبية". تحتاج الشبكية، مثل كل أعضاء الجسم، إلى الدم كي تقوم بوظيفتها. وتتزود الشبكية بالدم عن طريق أوعية دموية دقيقة. الأعراض يرى الناس الذين يعانون من مشكلة الأجسام الطائرة أشكالاً متحركة ضمن مجال رؤيتهم. يمكن أن تظهر الأجسام الطائرة على شكل بقع أو دوائر أو خطوط أو غيوم، أو بأشكال تشبه شبكة العنكبوت أو غير ذلك من الأشكال. وهي عادة تبدو بلون رمادي أو أبيض، وأحياناً تكون شفافة بعض الشيء. وهي يمكن أن تظهر متحركة أو ثابتة. إن سبعين بالمئة من الناس تقريباً يرون الأجسام الطائرة . وأسهل طريقة لرؤية الأجسام الطائرة هي النظر إلى خلفية مستوية كالنظر إلى جدار أبيض أو إلى السماء الزرقاء. ويمكن للإنسان أن يغلق إحدى عينيه وأن ينظر إلى الفراغ الأبيض بالعين الأخرى، فإذا رأى بقعة متحركة أو شكلاً متحركاً، فإن هذه الأشياء هي الأجسام الطائرة وتكون الأجسام الطائرة عادة صغيرة، وتختفي بسرعة من مجال الرؤية. لذلك لا يوجد أهمية طبية لها إلا إذا اصبحت كبيرة وسببت تشوشاً في الرؤية. والأهم من ذلك هو أن الأجسام الطائرة يمكن أن تكون مؤشراً على وجود مشاكل عينية خطيرة مثل انفصال الشبكية الذي يمكن أن يؤدي إلى ضعف شديد في الرؤية وإلى العمى. إذا ظهرت الأجسام الطائرة فجأة أو إذا تزايد عددها بسرعة فعليها مراجعة طبيب العيون فوراً فقد يكون مصاباً بمشكلة عينية خطيرة. وقد يظهر أحياناً وميض ضوئي مع الأجسام الطائرة. ويظهر هذا الوميض مثل أضواء لامعة أو شرائط مضيئة، رغم عدم وجود أي أضواء لامعة حول المريض. إن هذا الوميض يشبه الشعور "برؤية النجوم" عندما يتعرض الإنسان إلى ضربة على الرأس. وعادة ما يظهر الوميض في الليل أو في الأماكن المعتمة. يبدو الوميض لبعض الناس على شكل خطوط متكسرة أو "موجات حرارية" في العينين معاً. يستمر الوميض عادة من عشر دقائق إلى عشرين دقيقة. وينجم هذا النوع من الوميض عادة عن تشنج بعض الأوعية الدموية في الدماغ، وهو ما يدعى باسم "الشقيقة". وأحياناً يعقب الشقيقة صُداع في الرأس. الأسباب يتألف الجسم الزجاجي الذي يملأ العين من الماء بشكل رئيسي، لكنه يحوي أيضاً بروتينات وجزيئات أخرى. تمر الأشعة الضوئية المركزة عبر الجسم الزجاجي حتى تصل إلى الشبكية. إذا وجد أي جسم بين أشعة الضوء وبين الشبكية، فإن ظله يسقط على الشبكية. وهكذا نستنتج أن الأجسام الطائرة هي ظلال ناجمة عن أشياء معلقة في الجسم الزجاجي. عندما نرى أجساماً طائرة فإن هذا يعني في الواقع أننا نرى الظلال التي تسقط على الشبكية. من أين تأتي هذه الأشياء أو الأجسام العالقة في الجسم الزجاجي؟ تأتي الأجسام الطائرة من الجسم الزجاجي نفسه أو من خلايا النسيج المحيط بالجسم الزجاجي. يمكن أن تتكتل ألياف البروتين في الجسم الزجاجي، ويمكن لهذه التكتلات أن تعترض مسار الضوء فتلقي بظلالها على الشبكية. ويكون هذا النوع من الأجسام الطائرة عادة صغيراً وقد يظهر على شكل شبكة العنكبوت أو دوائر شفافة أو على شكل ديدان صغيرة، ولا يصاحب ظهورها أي وميض. وهي تبقى في الجسم الزجاجي بشكل دائم فيعتاد المرء تجاهلها. أحياناً يمكن أن تنزف الأوعية الدموية في الشبكية إذا خضعت لشد الجسم الزجاجي عليها. وبشكل عام، تظهر خلايا الدم الحمراء الناجمة عن النزيف على هيئة بقع سوداء ناعمة، أو قد تظهر مثل سرب من البعوض أو غيمة من الدخان. إن الأجسام الطائرة الناجمة عن خلايا الدم الحمراء تختفي عادة بعد أن يتم ارتشاف الدم. لكن اختفاءها الكامل قد يستغرق عدة أشهر. عند التقدم في السن يصبح الجسم الزجاجي كثيفاً ويبدأ بالانكماش فينفصل قليلاً عن الشبكية. يُسمى هذا الانفصال "الانفصال الخلفي للجسم الزجاجي ". يتغلغل فتات الجزيئات الناجمة عن هذا الانفصال في الجسم الزجاجي ويشكل أجساماً طائرة. عادة ما تظهر أجسام طائرة كبيرة الحجم عند حدوث الانفصال الخلفي للجسم الزجاجي. وهذا النوع من الأجسام الطائرة يمكن أن يبدو مثل شبكة العنكبوت أو مثل ستارة تحجب قسماً من مجال الرؤية. إن الانفصال الخلفي للجسم الزجاجي يجعل الجسم الزجاجي يمارس قوة شد على الشبكية، مما يسبب ظهور الوميض. عندما يرى المريض وميضاً وعدداً كبيراً من الأجسام الطائرة فإن هذا يكون على الأغلب علامة على حدوث الانفصال الخلفي للجسم الزجاجي. يكون حدوث الانفصال الخلفي للجسم الزجاجي مرجحاً إذا كان الشخص قد خضع من قبل لجراحة الساد أو إذا كان قد أصيب برَضّ في العين أو بالتهاب داخل العين. كما يكون حدوث الانفصال الخلفي للجسم الزجاجي عند الأشخاص المصابين بقصر الرؤية، أكثر مما لدى الناس الذين يتمتعون برؤية طبيعية. في معظم الأحيان ينفصل الجسم الزجاجي عن الشبكية انفصالاً نظيفاً دون أن يسبب أي مشاكل أخرى. فيتناقص الوميض بالتدريج إلى أن يختفي نهائياً. أما الأجسام الطائرة التي تنجم عن الانفصال الخلفي للجسم الزجاجي فقد تستمر، ولكنها تصبح أقل إزعاجاً في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر. عند بعض الناس، يُمكن أن يسبب انفصال الجسم الزجاجي تمزقاً في الشبكية. وهذا التمزق يمكن أن يؤدي إلى انفصال الشبكية عن الجدار الخلفي لكرة العين، وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى العمى. وهي من المضاعفات التي تصيب شبكية العين . المضاعفات التي تصيب الشبكية إذا كان الجسم الزجاجي شديد الالتصاق بالشبكية أو إذا كانت الشبكية ضعيفة في أحد الأماكن فمن الممكن أن يحدث تمزق في الشبكية أثناء انفصال الجسم الزجاجي عنها. بعد حدوث تمزق في الشبكية، تصبح الفرصة كبيرة لتسرب السائل الموجود في الجسم الزجاجي عبر مكان التمزق؛ وهذا ما يسبب انفكاك الشبكية عن الجدار الخلفي لكرة العين. تُعرف هذه الحالة باسم "انفصال الشبكية". وعندما تنفصل الشبكية فقد يصاب المريض بعمى جزئي أو كلي في العين المصابة. أعراض انفصال الشبكية هي: زيادة مفاجئة في عدد الأجسام الطائرة ومضات ضوئية ضعف في الرؤية ظل أو ستارة على الرؤية المحيطية. يتحرك الظل عادة خلال ساعات أو أيام أو أسابيع منتقلاً نحو منطقة الرؤية المركزية عندما تنفصل الشبكية تصبح بعيدة عن النسيج الذي يحملها ويغذيها. فتتدهور حالة خلايا الشبكية بسبب قلة التغذية. وإذا امتد انفصال الشبكية إلى المنطقة المركزية للرؤية (البقعة)، فإن قوة الإبصار لدى المريض تبدأ بالتراجع. كلما طال زمن انفصال المنطقة المركزية من الشبكية، كان تدهور الخلايا أشد وأصبحت الرؤية أكثر ضعفاً. لذلك يستحسن أن يتم تشخيص انفصال الشبكية وتدارك الوضع قبل أن يصل الانفصال إلى منطقة الرؤية المركزية. حتى عندما يصل انفصال الشبكية إلى البقعة المركزية يبقى إصلاح هذا الانفصال مهماً للحماية من الإصابة بالعمى التام أو لاستعادة قسم من الرؤية المفقودة. لذلك فإن على المريض مراجعة الطبيب الاختصاصي بالجراحة العينية في الحال حتى يمنح نفسه الفرصة الأفضل لتشخيص انفصال الشبكية ومعالجته قبل أن يصل إلى اللطخة. التشخيص يفحص الطبيب عيني المريض ليعرف إن كان ما يراه من أجسام طائرة ووميض ناجماً عن تمزق في الشبكية أو عن مشاكل عينية أخرى. إن طبيب العيون هو الطبيب المتخصص بأمراض العين وجراحتها. سيطلب الطبيب من مريضه أن يصف له الأجسام الطائرة والوميض. بعد ذلك يفحص الطبيب عيني المريض بحثاً عن أي إصابة في الشبكية. ولا يستطيع الطبيب رؤية الأجسام الطائرة التي يشاهدها المريض إلا إذا كانت كبيرة للغاية. يمكن للطبيب أن يرى جزءاً صغيراً من الشبكية من خلال الحدقة. وبعد توسيع الحدقة بواسطة قطرات عينية خاصة يصبح الطبيب قادراً على رؤية الشبكية كلها بواسطة أداة تسمى "منظار قعر العين". إن توسيع الحدقة إجراء آمن للغاية. لا يعاني معظم الناس إلا من بعض التشوش في الرؤية ومن حساسية زائدة من الضوء لمدة عدة ساعات بعد توسيع الحدقة. وقد لا يتمكن المريض خلال هذه الساعات من القيام بأي عمل دقيق، مثل القراءة أو الخياطة. يطلب الطبيب من مريضه النظر في اتجاهات مختلفة عندما يفحص عينيه. وعليه أن ينفذ تعليمات الطبيب بدقة حتى يستطيع إجراء فحص شامل لعينيه. سوف يقوم الطبيب بالضغط على عين المريض ضغطاً لطيفاً بواسطة عود عليه قطعة من القطن أو بواسطة أداة معدنية خاصة وغير جارحة تُدعى باسم "ضاغطة الصلبة". إن الضغط على العين بهذه الطريقة، وهو يُسمى "خسف الصلبة"، يسمح للطبيب برؤية مناطق من الشبكية لا يستطيع رؤيتها من غير ذلك، وهو إجراء ضروري من أجل الفحص الشامل للشبكية. يمكن أن يسبب هذا الضغط بعض الإزعاج للمريض، لكن من الممكن تقليل هذا الإزعاج باستخدام قطرة عينية مخدرة. يستخدم الطبيب ضوءاً ساطعاً لفحص الشبكية. وسوف تلاحظ أن كل شيء يبدو له بلون أرجواني داكن مدة دقيقة أو نحو ذلك بعد فحص العينين. وبعد ذلك يتحول اللون تدريجياً إلى الوردي. إن هذا الضوء الساطع غير مؤذ للعين. وفي غضون عشر دقائق أو أقل يجب أن تبدو لك الأشياء على طبيعتها من جديد. إذا استمر هذا الإحساس فترة أطول من ذلك فعليه أن يراجع الطبيب. يمكن أن يجري الطبيب فحوصاً عينية إضافية، مثل اختبار القدرة البصرية، واختبار ضغط العين، وتصوير العين بالأمواج فوق الصوتية وغيرها من الاختبارات، وذلك لمعرفة سبب ما تعانيه من أعراض. المعالجة لا توجد أدوية أو قطرات عينية تجعل الأجسام الطائرة تختفي. إن الوميض الذي ينتج عن انفصال الجسم الزجاجي عن الشبكية هو نتيجة طبيعية للتقدم في السن، ويجب أن يختفي في غضون أسابيع أو أشهر قليلة. تخف ملاحظة الأجسام الطائرة مع الزمن لأن الدماغ يتعلم أن يتجاهل هذه الصور على الشبكية. لذلك، فإن الكثير من هذه الأجسام الطائرة يختفي أو يصبح أقل إزعاجاً رغم استمرار وجود بعضها ضمن مجال الرؤية. إذا ظهر أحد الأجسام الطائرة على خط النظر مباشرة، فإن تحريك العين بشكل دائري يمكن أن يخلصه منها. إن النظر إلى الأعلى والأسفل أو إلى الخلف والأمام يحرك الجسم الزجاجي ويبعد الأجسام الطائرة عن خط النظر. فإذا كانت الأجسام الطائرة تخفف من حدة الرؤية تخفيفاً كثيراً يقلل من قدرته على العمل أو على القراءة أو مشاهدة الملصقات على علب الأدوية، والتقليل من الأنشطة الضرورية، وإذا لم تتراجع مع الزمن، فقد يقترح الطبيب إجراء عملية جراحية لإزالة الجسم الزجاجي ووضع محلول ملحي محله. إن هذه الجراحة تُدعى باسم "إزالة الجسم الزجاجي". إن إزالة الجسم الزجاجي عملية ناجحة في معالجة الأجسام الطائرة لأنها تزيل القسم الأكبر من الجسم الزجاجي. ولكن نادراً ما يحتاج الأمر إلى إجرائها لأن الأجسام الطائرة تصبح أقل إزعاجاً مع مرور الزمن. كما أن عملية إزالة الجسم الزجاجي هي عملية جراحية عينية كبيرة تنطوي على مخاطر لا داعي لأن يتعرض المريض لها من أجل التخلص من الأجسام الطائرة فقط. تتطلب عملية إزالة الجسم الزجاجي حقنة من أجل تخدير العين ويمكن أن تستغرق من ثلث ساعة إلى ساعة كاملة. وإذا ظهرت أثناء الجراحة مشاكل لم تكن في الحسبان فقد تستغرق العملية وقتاً أطول من ذلك. إن مخاطر عملية إزالة الجسم الزجاجي هي انفصال الشبكية والعدوى والنزف والساد والعمى. في الحالات التي يكون فيها ظهور الأجسام الطائرة دليلاً على مرض خطير فإن ثمة خيارات علاجية كثيرة للوقاية من فقدان البصر الناجم عن انفصال الشبكية. ومن هذه الخيارات العلاجية معالجة تمزق الشبكية بالليزر والمعالجة الجراحية لانفصال الشبكية. الوقاية لا يستطيع المريض حماية نفسه من الأجسام الطائرة ومن الوميض، لكنه يستطيع حماية نفسه من فقدان البصر وذلك بأن يعرف أعراض تمزق الشبكية وانفصالها. وينبغي على كل شخص أن يجري اختبار الرؤية في كل من العينين بشكل دوري لتتأكد من عدم ظهور أجسام طائرة جديدة أو وميض جديد. ويجري الاختبار بأن يحجب إحدى عينيه ويختار نقطة أمامه ويركز نظره فيها، ثم يعدّ الأجسام الطائرة وينتبه إلى مدى طول زمن الوميض وشدته. وعلى المريض أن يراجع الطبيب الاختصاصي بأمراض العيون في الحالات التالية: إذا أصبح يرى الكثير من الأجسام الطائرة على نحو مفاجئ ولم يكن يرى من قبل أي أجسام طائرة أو وميض. إذا كان يرى الوميض والأجسام الطائرة من قبل، ولكنه لاحظ زيادة مفاجئة في عددها. إذا رأى حجاباً أو منطقة رمادية ضمن مجال الرؤية المحيطية. وينبغي على المريض مراجعة الطبيب الاختصاصي بأمراض العيون: إذا كان معتاداً منذ وقت طويل على رؤية الأجسام الطائرة والوميض، ولكنها اصبحت الآن مختلفة في شكلها عما كانت سابقاً. إذا كانت الأجسام الطائرة تعيق أداء المهام الهامة مثل القراءة وقيادة السيارة. إذا كان يرى أجساماً طائرة في إحدى عينيه منذ أشهر أو سنوات، لكنه اصبح الآن يراها في العين الثانية. الخلاصة إن ظهور الأجسام الطائرة والوميض أمر واسع الانتشار. يرى أكثر الناس الأجسام الطائرة والوميض في مرحلة من مراحل العمر. تصبح الأجسام الطائرة والوميض أكثر تواتراً مع التقدم في السن فهي يمكن أن تظهر عندما ينفصل الجسم الزجاجي عن الشبكية، وهذه علامة عادية على التقدم في السن. ولكنها يمكن أن تكون أيضاً علامة لتمزق الشبكية أو انفصالها. إن انفصال الشبكية يسبب فقداً كاملاً أو جزئياً في الرؤية. إن إجراء فحص دوري للعينين أمر مهم. كما يجب إخبار الطبيب عند ظهور أجسام طائرة أو وميض. إذا وجد الطبيب الاختصاصي بالأمراض العينية أي مشكلة جدية فهو قادر على معالجتها قبل أن تؤدي إلى فقد الرؤية. من حسن الحظ أن معظم الأجسام الطائرة تتراجع مع الزمن وتصبح أقل إزعاجاً. إذا أثرت الأجسام الطائرة على بعض الوظائف التي تتطلب رؤية جيدة، مثل القراءة أو قيادة السيارة، فمن الممكن معالجة ذلك جراحياً بإزالة الجسم الزجاجي. ولكن العملية لا تكون ضرورية إلا في حالات نادرة. بفضل التطور في ميدان الطب، يوجد الآن خيارات جراحية عديدة لمعالجة تمزق الشبكية وانفصال الشبكية عندما يكشف فحص العينين عن وجودهما. |
|
|
|