د . عدنان جواد الطعمة
بعد عودتنا مساء 13 سبتمبر 2011 من رحلتنا إلى القرى الجبلية الرائعة جرسيان و بريسيان و تيسنس إلى شقتنا شعرت زوجتي بالتعب و البرد .
و في اليوم التالي المصادف 14 سيتمبر 2011 قررت زوجتي البقاء في الشقة للإستراحة
و قالت سافر بعناية الله إلى مدينة ميران لزيارة حديقتها الشهيرة للأشجار و النباتات و الزهور بدلا أن تبقى هنا . رفضت ذلك و قلت لها نحن جئنا سوية و نبقى معا أينما نكون ، لكنها ألحت علي ورجتني أن أسافر ، لكي لا أضيع هذه الفرصة الثمينة لزيارة حديقة الأشجار والنباتات و الزهور في مدينة ميران . و بعد التوكل على الله غادرت شقتنا مشيا على الأقدام و ذهبت إلى موقف الباص أو الحافلة التي توصلني إلى محطة القطارات في مدينة بوتسن .
نزلت من الحافلة أمام محطة القطارات وكنت حاملا معي كامرتين ، فشاهدت نافورة للمياه للضفادع التي كان تيار الماء يتدفق منها .
تذكرت في الحال نافورة الأسود في حديقة قصر الحمراء بغرناطة التي التقطت لها عدة لقطات . ثم دخلت محطة القطارات و قرأت في يافطة أو لوحة مواعيد تحرك القطارات ، حيث ذهبت إلى رصيف قطار ميران الذي تحرك من مدينة بوتسن في الساعة
التاسعة و ثلاث دقائق من الرصيف رقم أربعة و مر بعدة قرى ومدن إلى أن وصل محطة ميران في الساعة التاسعة و خمسين دقيقة .
نزلت من القطار و ذهبت إلى موقف الباصات و الحافلات التي تنقل تالمسافرين والسائحين إلى حديقة الأشجار والنباتات و الزهور في ميران . سبق لي في العام الماضي في شهر مايس 2010 أن زرت الحديقة هذه مع زوجتي الكريمة .
لذا ركزت في هذه المرة على زيارة بعض شرفاتها و طوابقها العليا و آلاف الزهور المنتشرة في الحديقة .
صعدت إلى القسم العالي الثالث المنتشرة فيه عشرات ، بل ومئات الأنواع من نباتات الصبار أو الصبيرالتي أبهرتني أنواعها و أشكالها وألوانها المختلفة المزهرة و الحاملة على ثمارها الصغيرة .
بقيت هنا أكثر من نصف ساعة و تجولت بين هذه النباتات اليانعة والزاهية الألوان . ثم توجهت إلى المدرجات و الشرفات العالية و إلى أعلى شرفة أو طابق أو سطح لهذه الحديقة الغناء يطلق عليها البانوراما .
والبانوراما منصة عالية جدا ومائلة ممتدة من السطح بمسافة تقريبا ثلاثين أو أربعين مترا ، معلقة و مربوطة بالحبال و الأسلاك و الأعمدة المعدنية .
منظرها مخيف جدا من البعد ، لأن أرضية البانوراما أو المنصة المطلة على الحديقة الغناء ، عبارة عن مربعات صغيرة معدنية من الألمنيوم السميك تشبه المصفاة .
صعدت مدرجات هذه المنصة الرائعة و كنت أرى تحت قدمي وادي الحديقة و بحيرتها والناس يتجولون بين حقول وأقسام الحديقة .
إلتقطت من أعلى المنصة بعض اللقطات الجميلة و تمتعت كثيرا بمشاهدة الجبال و الوديان و الأشجار القريبة و البعيدة من هذه الحديقة .
كما تمتعت كثيرا بمشاهدة السحب و الغيوم التي كونت لها أشكالا في منتهى الجمال وكأنها لوحات فنية مرسومة بريشة فنانين بارعين .
نزلت من هذه المنصة الفريدة الرئعة و بدات ألتقط صورا للزهور و الورود و أشجار الرمان و التين و البرتقال و غيرها المتدلية والمطلة على جانبي الطريق الرفيع .
و عندما نزلت إلى الشرفة التالية شاهدت تمثال سيدة جميلة وكأنها مرتدية بدلة عرس أو بدلة للإحتفالات .
وكدت أن أسلم عليها لكنها ، كانت بالفعل تمثالا مجسما رائعا وعاشت أيادي الفنان الذي صممها .
جلست بقربها للإستراحة لبضع دقائق ، وفي تلك الأثناء مر رجل مع زوجته فرجوته أن يلتقط لنا صورة تذكارية . ضحكنا جميعا فالتقط لي صورتين للذكرى ، فشكرته و قمت .
وفجأة قال الرجل لزوجته من فضلك خذي لي لقطة مع هذه الفتاة الجميلة وأعطاها كامرته ، ههههههههه .
نزلت المدرجات و مررت في أرضية الحديقة التي فيها عدة برك و أشجار مظللة بالإضافة إلى البحيرة .
كان الجو حارا و مشمسا ، قررت الإستراحة تحت ظلال هذه الأشجار الوارفة لأسمع خرير الماء الذي كان يسقط من شلال صغير و يسيل في ساقية عريضة نوعا ما .
وكان الهواء عذبا منعشا . قمت من مكاني و مشيت على قنطرة الساقة و التقطت للساقية والشلال بعض الصور .
ثم قمت بزيارة المتحف الصغير بسرعة و ذهبت إلى محل بيع الكتالوجات و الكتب و الهدايا ، فاشتريت لي كتابين .
ثم عبرت الجسر فوق الشارع إلى بوابة الحديقة و غادرتها في الساعة 12 و نصف و ركبت الباص الذي أوصلني إلى محطة القطارات لمدينة ميران .
كان بالي وفكري منشغلا بزوجتي لذا لم أكمل زيارة أقسام الحديقة الغتاء الباقية .
وفي محطة القطار قرأت بأن القطار سيتحرك بعد ساعة إلى مدينة بوتسن .
شعرت بالعطش الشديد . جلست في مقهى المحطة وطلبت قنينة ماء و كوبا من القهوة .
و بعد ذلك تحرك القطار من محطة ميران في الساعة الواحدة و 46 دقيقة فوصلنا محطة قطار بوتسن في الساعة الثانية و ثلاثين دقيقة .
ومن المحطة أخذت التاكسي الذي أوصلني إلى شقتنا الجميلة .
وعند وصولي الشقة فوجئت زوجتي بمجيئي مبكرا .
تفضلوا بقبول مني فائق ودي و تقديري د .عدنان ألمانيا في 19 آكتوبر 2016
آخر تعديل د .عدنان الطعمة يوم
19 - 10 - 2016 في 11:19 AM.