ايها العاقل كن كالملح الموزون
سبحان الله قيل عنه السم ألأبيض فهو لايتعامل إلا
وفق قياس فما قل لايطاق وما زاد لايحتمل
تذوق معي ثلاثة أطباق من نوع واحد من الطعام
الطبق الأول ملحه ناقص كيف سيكون الطعم
والثاني ملحه موزون كيف سيكون الطعم
والثالث ملحه زايد كيف سيكون الطعم
وقبل ان نذهب لتصنيف جودة المذاق سنتفق بأن الملح ضروري لهذا الطعام فما نقص ستحاول جاهداً للإضافه لعل وعسى ان يتحسن الوضع وما وزن فهذا المبتغى وما زاد لا طب معه إلا بخبره متمكنه وتجربه مترسخه ولكن ما الرابط بين هذا والعنوان
تعالوا معي ...
عندما يكون الإنسان كسولاً غير متفاعل وغير عامل يفضل الخمول والإتكالية على الغير فهو طعم بلا مذاق بل لاتقبله على مائدتك إلا بعد تحسين مذاقه ليكون ملائماً ومقبولاً
عندما يكون الإنسان شعاره التعاون وتقديم ما بوسعه للغير من خدمات إنسانيه دون أن ينتظر مقابل حتى لو بكلمة شكراً كل همه ان يكون في الموقع المناسب في الوقت المناسب وعندما يكون عنوانه التسامح بنفس طيبه راضيه تسامح الشموخ تسامح الاصفياء ليجعل من تسامحه درساً يحتذى به فهنا لتعاونه طعماً شهياً ولتسامحه مذاقاً طيباً
عندما يكون الإنسان متعاوناً ومتسامحاً ويقدم خدمات قد يصل البعض منها إلى وصفها بالعظيمه ولكن مشكلته أن يعلن كل مايقدمه بمناسبه وبدون مناسبه من باب التفاخر بما قدم أو حتى بحسن نيه فهنا طعامه شهي ودسم إلاأن مائدته فقدت حسن المذاق لأنه زاد في ملحها بما لايقبل ولا يطاق ولابد له من ناصح خبير فطن يهمس في اذنه بأن لا يفسد عمله بالمن
والأذى ففي عظمة العطاء أن تكون طيب النفس صافي النيه كريم سخي لاتعلم شمالك بيمينك
الخلاصة
كن كالملح الموزون الذي إذا دخل على طعام أضاف له النكهة والطعم الطيب ولاتنقص عنه ولا تزيد فيجعل من الطعام فاقداً لأحد عناصره الهامة رغم مابه من جودة في باقي مكوناته
|
|
|
|