داءُ البلهارسيَّات schistosomiasis نوعٌ من حالات العدوى التي تنجمُ عن طفيليَّات تعيش في المياه العذبة، كالأنهار أو البحيرات، وذلك في المناطق شبه الاستوائيَّة والمداريَّة حول العالم. كما يُعرَف داءُ البلهارسيَّات بالبلهارسيا bilharzia أيضاً. الأعراض يمكن أن تظهرَ الأعراضُ خلال بضعة أسابيع من الإصابة بالطفيلي، وتشتمل على: - أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل ارتفاع درجة الحرارة (الحمَّى) إلى درجةٍ تزيد على 38 درجة مئويَّة.
- ألم عضلي.
- طفح جلدي.
- سُعال.
كما قد تظهر أعراضٌ أكثر خطورةً خلال أشهر، وربَّما سنوات، من الإصابة بالعدوى. وتشتمل على: - التهاب المثانة.
- ظهور دم في البول (بيلة دمويَّة).
- إسهال مُدمَّى.
- آلام أو تقلُّصات في البطن.
- قيء دموي.
- شلل الساقين.
ويُشير الأطبَّاءُ إلى هذه العدوى باسم داء البلهارسيات المزمن chronic schistosomiasis. زيارة الطبيب ينبغي مراجعةُ الطبيب عندَ ظهور أيٍّ من الأعراض السابقة بعدَ السَّفر إلى أحد أجزاء العالم التي ينتشر فيها داءُ البلهارسيات. وهو سيستفسرُ عن تاريخ السفر الأخير، وعن التعرُّض إلى مياهٍ ملوَّثة. يقوم الطبيبُ بتحويل المريض إلى طبيبٍ مختصٍّ بالأمراض المداريَّة إن شكَّ بوجود إصابةٍ بالبلهارسيا. ويُوضَع التشخيصُ من خلال فحص عيِّنةٍ دمويَّةٍ عادةً. يمكن أن تُشاهدَ البيوضُ في عيِّنة من البول أو البراز في بعض الحالات؛ بينما في حالات داء البلهارسيات المزمن، فُيُستَعملُ التصويرُ بالموجات فوق الصوتيَّة غالباً للتحرِّي عن وجود إصابةٍ في الجهاز البولي. كيفيَّة الإصابة بداء البلهارسيات؟ يُطلقُ على الطفيليَّات، التي تسبِّب داء البلهارسيات، اسم المُنشقَّات schistosomes. وعندما تكون في مرحلة العدوى، بالكاد تُرى بالعين المجرَّدة، حيث تُعرَف باسم الذَّوَانِب cercariae. وهي قادرةٌ على الاختباء في الجلد البشري، حيث تتطوَّرُ إلى المراحل المتأخِّرة مقتربةً أكثر من البطن لوضع البيوض. ينجم هذا المرضُ عن ردَّة فعلٍ جهاز المناعة تجاه هذه البيوض. تعيش المنشقَّاتُ في البحيرات والأنهار والمستودعات المائية والقنوات، ويمكن أن تصيب أيَّ شخصٍ يتعامل مع المياه الملوَّثة مباشرةً. يطرح الشخصُ المصاب بالعدوى بيوضَ الطفيلي في البول أو البراز، حيث يمكنها البقاء حيَّةً في الماء لمدَّةٍ أقصاها سبعة أيَّام. داءُ البلهارسيَّات هو من الأمراض المرتبطة بالفقر؛ فالأوضاعُ المعيشيَّة والازدحام وسوء خدمات الصرف الصحِّي ونقص المياه النظيفة والخدمات الطبيَّة السيِّئة تزيد من خطر الإصابة بهذا الداء. علاج داء البلهارسيات يمكن الشفاءُ من داء البلهارسيات عند استعمال دواءٍ يُسمَّى برازيكوانتيل Praziquantel عادةً، وذلك إذا جرى تشخيصُ الإصابة وعلاجُها سريعاً، حيث إنَّه يقتل الديدان البالغة، والتي يخرِّبها الجسم لاحقاً. يُعدُّ داءُ البلهارسيات مشكلةً صحيَّةً خطيرةً عادةً عندَ الأشخاص الذين ليست لديهم إمكانية الحصول على العلاج الطبي الفعَّال، وخصوصاً الذين يُعانون من سوء التغذية أو التجفاف. الأشخاص المُعرَّضون للإصابة بداء البلهارسيات تشتملُ الوجهاتُ السياحيَّة المعروفة بوجود مستويات عالية من هذه الطفيليَّات على: - بحيرة مالاوي وبحيرة فيكتوريا والنيل الأبيض في إفريقيا.
- نهر ميكونغ في كمبوديا ولاوس.
- توجد البلهارسيا في مصر والعديد من البلدان الإفريقيَّة الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى، والفليبين والصين.
وعلى الصعيد العالمي، يُعدُّ داءُ البلهارسيات ثاني أكثر الأمراض التي تُسبِّبها الطفيليَّات شيوعاً بعدَ الملاريا. حيث تُقدَّرُ إصابةُ حوالي 243 مليون شخص حول العالم، وتحدث حوالي 90% من الإصابات في إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى. الوقاية ينبغي اتِّخاذُ الاحتياطات اللازمة عند السفر إلى أجزاء العالم الذي تنتشر فيها العدوى كثيراً، ذلك أنَّه لا يوجد لقاحٌ لداء البلهارسيات حاليَّاً، حيث تشتمل هذه الاحتياطاتُ على تجنُّب السباحة أو الخوض في المياه العذبة. تُشيرُ بعضُ الدلائل على أنَّ التطبيقَ المباشر لطارد الحشرات DEET (ثنائي إيثيل تولواميد) بتركيز 50%، بعدَ التعرُّض لمُسبِّبَ العدوى، يقتل الطفيلي في الجلد. |
|
|