ََ ،،،، مـــــــــن .. هـــــــــؤلاء .. القــــــــوم ؟؟؟!! ،،،،، َََ
بين جنبات تلك الصالة ... تجلس فتاة بعمر الربيع ...
أهداها القمر بعض حسنه ... فتاة لم تتجاوز الرابعة عشر بعد
ولكنها تعلمت لحن الحياة بصورة مختلفة تماماً ..
بصورة لم يتعلمها الكثير من البشر ...
جلستَ هناك تحلقت حولها أوراق بيضاء ... و ألوان وكوب ماء ...
صوت التلفاز يكاد يصم الآذان ... الهاتف يرن من جهة ...
وجرس الباب من جهة أخرى ...
لكنها سبحت في خيالها المعتاد .. ترسم بقايا أطياف و الدها المسافر ..
أطياف لا تتحمل وجودها .. لكنها هي التي تمنيها باللقاء ..
تمنيها بعودة جديدة ... وحياة جديدة إلى أن يقرر الوالد السفر مجدداً
لا أعرف لم أشتاق إليه .. أشتاق إلى وجوده
.. لا أعرف لما أرسمه ...
يبدوا أنني مجبولة بحبه .. لإنه فقط والدي ..
برغم أنه لا يعرف كيف يحادثني .. ويتهرب من ذلك كي لا أحس بقلبي الحزن ...
لكن أبتسامته .. زرعت فيّ الشوق إليه ...
الأصوات لا تعني لي شيئاً .. فأنا أعيش في حياتي وحيدة ..
حياتي هي ألوان الحياة .. ألوان الرسوم ..
أترجم حياتي كما أريد بالألوان الذهبية و الفضية ...
بالألوان على اختلاف أنواعها .. و أشكالها ..
أحبها لإنها الوحيدة التي تصارحني ..
أحكي لها .. فتواسيني .. وتشجعني .. وتقذف في الأمل ..
تعطي لي اللحن الجميل .. فأتراقص بعدها طرباً ..
على أنغام الرسوم .. و أخييراً أنهيت هذه اللوحة ...
انتبهت إلى الضوء الاحمر في الجهاز الموصول إلى جرس الباب ..
أأأههه لا .. الجرس يرن .. امي قادمة ..
ركضت إلى الباب .. لأفتحه ... أمي أسفه ... بصمت خجول ...
نظرات .. أمي الغاضبة تشير إلى ساعتها ..
ويميل رأسها يميناً وشمالاً .. بعد أن أخذا الحر منها مأخذه ..
ساعدت أمي بإدخال الأغراض إلى المطبخ ... ثم عادت ابتسامتها إليها .. أفرحتني ..
لكنها مجرد ابتسامة شفقة لا أكثر ..
هممت إلى الصالة .. فرتبتها بعد ما عثت فيها الفوضى
... ثم تناولت رسمتي .. وهممت إلى أمي أريها إبداعي ..
تناولت أمي اللوحة ... وأخذت تراها بإمعان ... تغير وجهها بدى واضحاً ..
:2travel::2travel::2travel::2travel::2travel:
أشارت بيديها إلي .. لماذا والدك وسط الظلام .. ولماذا اشارت الإستفهام ...
ابنتي لم أفهمها ماذا تودين القول إبنتي ؟
رفعت يداي ... أمي هل يكون مصير و الدي كمصيري مجهولاً في تلك البلاد ..
غريباً مثلي ... مستقبله مُبهم كمستقبلي ..
أمي .. أتدركين ..
أحب كثيراً أن أتكلم بفمي مثلك أماه وليس بيدي ... ولو ليوم واحد ...
أماه أتعرفين كيف هي الحياة بدون صوت و لا كلام ؟ أتعرفين أماه ... أتعرفيين
أتعرفيين ... أن وراء صمتي حكاية .. لإن حياتي كلها حكاية ..
أبدع نعم أمي في رسوماتي ... ولكن يحزنني أن تستغل معلمتي ذلك ..
و أكره معاملتها لي ..
لا أطيق أن يراني الناس بعين الشفقه .. خصوصاً أنت أمي ..
أريد أن يتعلم الناس من صمتي ... فلا أحد كامل هنا أماه ...
لا أحد إلا الواحد الأحد ...
أماه ... متى يعود أبي إني مشتاقة إليه أمي ...
أخبريه أن يتعلم لغتي ( لغة الإشارة ) فأنا أحن إلى مخاطبته ...
و أفرغ ما في قلبي له