114147: حديث ضعيف في فضل الدعاء بـ ( يا رب )
سؤال : ما صحة هذا الحديث ، وما حكم نشره ؟ ( إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصٍ فيقول : يا رب ! فتحجب الملائكة صوته ، فيكررها يا رب ! فتحجب الملائكة صوته ، فيكررها يا رب ! فتحجب الملائكة صوته ، فيكررها فى الرابعة ، فيقول الله عز وجل : إلى متى تحجبون صوت عبدي عني ؟ لبيك عبدي ، لبيك عبدي ، لبيك عبدي ، لبيك عبدي ) وجزاكم الله خيرا .
الجواب:
الحمد لله
لم يصح حديث في أن الملائكة تحجب صوت العبد عن الله عز وجل ، وكيف ذلك وهي تعلم أن الله يعلم السر وأخفى ، وأنه سبحانه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، فإذا لم يكن للحديث الذي يحمل هذا المعنى شاهدٌ صحيحٌ من حيث السند ، ولا له وجهٌ صحيح من حيث المعنى والنظر ؛ فهو حديث مردود سندا ومتنا .
وقد بحثنا عن نص هذا الحديث فلم نجده مرفوعا في كتب السنة ، وإنما يذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين" (4/152) وأبو طالب المكي في "قوت القلوب" من كلام محمد بن صعب ، وهو رجل مجهول غير معروف ، إلا أن يكون المقصود محمد بن مصعب ( بالميم في أوله ) المتوفَّى سنة (227هـ) ، والغزالي وأبو طالب المكي يتساهلان في إيراد كل أثر ولو كان مردودا أو منكرا أو حتى كان موضوعا .
أما سؤال الله تعالى بأوصاف الربوبية فهو مما يحبه الله تعالى ويرضاه ، والدعاء في القرآن مليء بسؤال الله عز وجل مبدوءا بقول المؤمنين ( ربنا ) ، منها قوله سبحانه وتعالى : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ . رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ . رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) آل عمران/191-194
تنبيه: تم تفعيل الرابط للفائدة
ويمكنك مراجعة السؤال رقم : (
113002) ، ففيه زيادة متعلقة بالموضوع أيضا.
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الفتوى ذات الصلة وتفريغها
حديث جابر في العبد الذي يدعو الله وهو عليه غضبان ثم يستجيب له
113002: حديث جابر في العبد الذي يدعو الله وهو عليه غضبان ثم يستجيب له
أرغب في معرفة صحة الحديث التالي : ورد في " الحلية " عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (والذي نفسي بيده ، إن العبد ليدعو الله وهو عليه غضبان ، فيعرض عنه ، ثم يدعوه فيعرض عنه ، فيقول سبحانه لملائكته : أبى عبدي أن يدعو غيري ، فقد استحييت منه ، يدعوني وأعرض عنه ، أشهدكم أني قد استجبت له) .
الحمد لله
هذا الحديث رواه الطبراني في "الدعاء" (1/28) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/208) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (رقم/7088) ، جميعهم من طريق : عبد الأعلى بن حماد النرسي ، ثنا أبو عاصم العباداني ، عن الفضل بن عيسى الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه...فذكره .
وهذا إسناد ضعيف جدا .
فيه الفضل بن عيسى الرقاشي : قال فيه أبو زرعة وأبو حاتم : منكر الحديث . وقال أحمد : ضعيف . وسئل أبو داود عن التحديث عنه فقال : لا ، ولا كرامة .
انظر: "تهذيب التهذيب" (8/284) .
وأبو عاصم العباداني : لين الحديث .
ومع ذلك ، فالإلحاح في الدعاء من أسباب الإجابة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب