لم تطعمها وتبكي !!
ترى طفلة بائسة،،لم تطعمها وتبكي !..فأنت تبكي أنَّ هذا النقصان والحرمان موجود في الحياة ،،وصاحبُك الذي أطعمها ولم يبْكِ ومضى .!إنما فكّر في تلك الطفلة فقط ..فأنت أكبر حزنا كالمفكرين،،ولكنّ الطفلة تحتاج ذلك الرحيم ،،أكثر منك
دعوة جميلة أن ننسى الموت ،،،،ولكن لا نستطيع نسيانه ،،،وصدقني من يذكر الموت يذكر الحياة !!
ولكن إذا تراكم الجليد في الصدر لا نشعر بشيء ،،لا بالشقاء ولا بالسعادة ،، ،،،أن نحسّ بالحزن خير من تبلّد إحساسنا
ستلقى أيها الحيويّ في الحياة ،،، كلّ مافيها ،،،،،وفيها كلّ ما يؤلمك ،،،والحيويّ لا ينام خالي الوفاض ،،لأنه يفكّر بغيره كما يفكر بنفسه،،،والإبتسامة قوة ،،إذا لمَعَت على وجهك رغم حزنك بين الظلام
الأنانيّة تجتاحنا وسيّان القريب والبعيد ،،والقريب أكثر سوءاً ،،الأنانيون مشابهون للمَوتى – لأنّهم يمنعون سيل الحياة ويحوّلون طريقه إليهم دائما ،،لا نكاد نصدّق إلاّ رحمة الله ،،و الذين يعاركون الحياة ،،أكثر استدعاءً للمصالح ،، من الذين قطَعوا الطريق ،،وهُم اليوم يستريحون قبل الموت على حافّة قبورهم ،،يقولون : لو كنّا غير ذلك ما دام كلّ ذلك المَسير سينتهي ،،يا ليتنا كنّا طيّبين ،،! ولو مات الأنانيون ستنتشر الحياة في كلّ مكان
قال: قد شبعْتُ ومللت من طعامها وشرابها وكلّ ما فيها ،،أريد شيئا اخر ،،قلت : صدقت نريد نعمة خالدة لا يرقبها الموت ،،،فنحن نحبّ النعمة ومعها السلامة والسكينة ،،إذا أردت أن تستمتع بمزيد من طعامك ومالك وما فيها ،،،فانتظر السماء وأنت تمشي هنا ،،يهون ما فينا مِن مُصاب ،،،ويجمُل ما فينا من جَمال ،،، فكّر في نهاية أمرنا ،،تصير الدنيا رحلة مسافر ،،وليست غاية ،،فإذا صارت غاية ،،تتعذّب بنقصها والموت الذي يسكنها ،،
..
اجعلها طريقا ولا تفكّر إلاّ في غايتك الكبرى التي في السماء ،،تصير نفسك حالمة جميلة فترى كلّ الطريق جميلة ،،،وتفكّر بديارك الخالدة ،،،كلما مررْت بخير،، تقول :هذا الخير لكي أصِل ،، أو مررْتَ بشرّها ،،تقول : هذا الشرّ ليس باقٍ ،،،ويجب أن تتزيّن بلحظتك الأخيرة بكلّ خيرك وايمان نفسك ،،أو تقذفك أحمال شرّك وشِرْكِك في النار
..