حديقة الأدب (1) شفاء العمى حسن السؤال وإنما يطيل العمى طول السكوت على الجهل فكن سائلاً عما هناك فإنما خلقت أخا عقل لتسأل بالعقل
إذا لم تتسامح بالأمور تعقدت عليك فسامح وامزج العسر باليسر فلم أر أرقى للبلاء من التقى ولم أر للمكروه أشفى من الصبر
رفع إلى عمر بن عبد العزيز أن ابنه اتخذ خاتماً، واشترى له فصاً بألف درهم، فكتب إليه: أما بعد: فقد بلغني أنك اشتريت فصاً بألف درهم، فبعه وأشبع ألف جائع، واتخذ خاتماً من حديد، واكتب عليه: رحم الله امرءاً عرف قدره ولم يتعد طوره.
قال بعض الفضلاء: الشكر تجارة رابحة، ومكسبة فاضلة، جعله الله تعالى مفتاحاً لخزائن رزقه، وباباً إلى مزيد فضله فأقيموا تجارة الشكر تقم لكم أرباح المزيد.
عن ابن شوذب قال: تذاكرنا الشام قال: فقلت لأبي سهل أما بلغك أنه يكون بها كذا؟ قال: بلى ولكن ما كان بها يكون أيسر مما يكون بغيرها.
وقد تكفل الله بإخلاف النفقة في سبيله، وعوض المنفق بكثير الثواب عن قليله فأصبح إنفاقه في الدنيا مخلفاً، والثواب عليه في الآخرة ربحاً مضعفاً وهذه درجة لا ينالها إلا من رغب فاقرض، لا من سمع فاعرض.
من قاس الأمور، علم المستور، من حصن شهوته، صان قدره. في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال. الحسن النية، يصحبه التوفيق. المعاش مذهل لأهل العلم. كفاك أدباً لنفسك ما كرهته لغيرك. قارب الناس في عقولهم تسلم من غوائلهم.
﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38] وعلى ما حملت من أمانة دينها أمينة، فهذا يسعى في خلاص ذمته وأداء أمانته، وهذا يوقعه القدر في حبائل جنايته بخيانته ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84].
ولو لم يدخل على الحاسد بعد تراكم الغموم على قلبه واستكمان الحزن في جوفه وكثرة مضضه ووسواس ضميره وتنغص عمره وكدر نفسه ونكد عيشه إلا استصغار نعمة الله وسخطه على سيده بما أفاد غيره وتمنيه عليه أن يرجع في هبته إيّاه وأن لا يرزق أحداً سواه لكان عند ذوي العقول مرجوماً، وكان لديهم في القياس مظلوماً. |
|
|
|