فَارغةٌ أنَا إِلاَ مِن الذكْرى
تتَجمهرُ حوْل جَسدي كَأحْفادٍ يرْوون للروحِ حكَاية
منهُم بارٌ يرسُم على شَفتايَ إبْتسَامة
ومنهُم عاقٌ يرسُم في عيْنايَ ألفَ دمعةٍ ودمعَة
تتسَاقط على وِسادة مخْملية تتعَلق بأسْتارها
همسَات مُنتصف الليْل
فيبدأُ عزفُ الأنين لِيبدأ فؤَادي بِالرقص حافِي القَدمين
على أرْض مُبتلة بوجَع الحنين
تُعاوِدني تِلك النبْضَة الدخِيلة حين رمتْني سِهامك بلا ميعَاد
فيُنصِت ليْلي لتلاوَات أبْدأها بِــــ أَتذكُر
وأختِمهَا بِشهيق عميقٍ ثُم زفِير
أَتذكُر .. مهْبطَ اللِقاء وإنزِواء الأرْواح على رُبى
تِلك الصَفحات ترْتشفُ الأحْرف كعسَل مُصفى
كنتُ أرقُب مجِيئكَ ومسَاءي يعْتليه الشَوق
أحْببتُك بِصمْت وانتَظرتكَ بِصمْت
أَتذكُر .. عشِية الإفصَاح عنْ مشَاعر لمْ
تقْوى على الكِتمان
أتَتكَ على اسْتحيَاءٍ وفي قلبِها خجَلٌ لِتهمسَ
في أُذنيكَ " أُحِبُكَ "
أَتذكُر.. كيفَ بنيْنا عَالماً مُقدساً من خيَال
دُستورُه لا مِسَاس إلا أنَا وَ أنتَ
سَماؤه حُب وأرضُه جُنون ومَا بيْنهما أنفَاس عِشق
مسَاءات اكْتظت ساعَاتها بِالبوح
تفنى الأيَام وليَالي الغَرام لا تفنى
أَتذكُر .. مَا يُرافق الغِياب من اختناق
وظلامُ دجَى فلا ليلٌ ولا نهَار
نترقبُ على رصيف الإنتظَار ونكتبُ على
جبينه رسائل من عتاب
أَتذكُر.. لحظَات الجُنون ومشَاعر فُك أسْرها
فكَانت بِلا قُيود
" بلا حُدود " كانتْ إشَارة العُبور
التقَينا والرُوح من خَمر الجُنون تُمارسُ شغباً
لا يُعاقبُ عليه قَانون
فالثَملُ في الدُستور مرفوعٌ عنه القَلم
أَتذكُر.. كمْ وكمْ عزمنَا على الرَحيل
ابتعَدنا تألمْنا لِنعود بقلبٍ مهزوم
فالعِشقُ في عالمنا قدرٌ محْتوم
أَتذكُر
أَتذكُر
هُنا توقفَ الفكْر يتجَرع كبسولات من دمعٍ
ليخفِف أنين ذكْرياتٍ مضَت وحُزنهَا في
القَلب دفِين