لــم أكــن أتصــور بــأنني سأشتــاق لهــا شــوق الأرض للمطــر..
شــوق النهــر لشعــاع الشمــس..
شــوق الظــلام لضــوء القــمر..
شــوق الرضيــع لحضــن أمــه..
شــوق الحمــامة لعشهــا..
شــوق الــزهرة لرحيــقها..
شــوق العيــن لكحلــها..
شـوق قصــيدة الحــب لمتيمهــا..
شــوق السمــاء لنجومهــا..
شــوق الأغنــية للحنــها..
لــم لا.. وهــي أصبحــت جــزء مــن كيــاني..
هــي نبضــات قــلبي.. هــي روح جســدي..
هــي نــور عيــني.. هــي كــل حياتــي..
لــم لا.. وأنــا أشتــاق لهــا والــدمع كــالندى علــى الخــد رقـــراق..
كــم أحــن لــرؤيتها.. وكــم أشتــاق لهــا.. تبــاعدت المســافات بينــنا ولكــن لــم تتــباعد قلــوبنا.. تبــاعدت أجســادنا ولكـــن لم تتبــاعد أرواحنــا.. هــي تعيــش بكيــاني وأنــا أسكــن بداخلهـا..
قلبهــا ينبـض شوقــا لي وقلــبي يحتــرق شوقــا لـها..
كــم أحبــها.. وكــم أعشقــها.. وكــم أهواهــا..
وكــيف لــي أن أعبــر عــن مــا بداخــلي وكيــف لــي أن أفــسر معــنى حبــي لهــا..
فقــاصرة عنــها كلــمة (حـب) وقــاصر حبــي لهــا مهمــا أحببتــها..
فســأبقى أحبــها وستــزداد محبــتي لهـا طالمــا أنني عرفتــها..
أحببــتها ووصــف حبــي لــها بالجــريمة التــي يعــاقب عليــها القــانون..
حتــى آخــر العمــر هــي ربيــع القــلب المتجــدد.. والشمــس الــدائمة التــي لا تــعرف الغــروب..
أبحــرت في عيــنيها.. فأغرقتــني دمــوعي.. ورغــم ألــمي ازداد شوقــي لأكــون قريــباً منــها..
ليــتني أكــن نسمــة فــي هواهــا.. رغــم بـعد المسافــات.. أحلــم أيضـا بتحطيــم كـل الحــدود بينــنا.. لكــني مــا زلــت أحلــم أن ألـقاها.. لتــصبح أمــام عــينـي أمســي وصبــاحي..
فكــيف لـي أن أنســي أحــلي الذكــريات..
للتــو عــرفت أن الحــب مــرض يصيب روح العــاشق فيهــيم بهــا.. فيحــل ويضــع بهــا مساكــن حتــى تصبــح مدائــن عشــق مســوّرة.. لا يــعيش بهــا ســوى مــن عشــق وأحــب فيكــون فيــها المــلك والحاكــم والقــاضي والجــاني والشعــب بـأكملــه بجــميع أنــواع مشــاعره..
قلمــي.. لا.. بــل..
قلــبي.. لا يــزال نازفا دمــاً.. لا حبــرا.. قــد تتساءل يا قلــم ..
لمــاذا؟؟ فيجيــبك.. الأقــرب إليــك..
أحبــها إلــى درجة التضحيــة بنفــسي مــن أجلــها..
والأهــم مـن ذلـك.. أنــي أخشــي اليــوم الــذي يشــح فيــه حبـــر قلمــي..
لأنــه الوحيــد الـــذي يصلنــي بهــا..
وبفـــقدانها أفتــقد كــل الأشيــاء الجميلــة..
لــيت الأشيــاء ليــس لهــا نهــاية..
حتــى تبــقى معـــي..
يــا قلم الــزمن الحـــزين.. |
|