( ممَا جَاءَ فِي : حَقِّ السَّائِلِ )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ
عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ وَ كَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
( إِنْ لَمْ تَجِدِي شَيْئًا تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ إِلَّا ظِلْفًا مُحْرَقًا فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ فِي يَدِهِ )
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ وَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ أَبِي أُمَامَةَ رضى الله عنهم
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أُمِّ بُجَيْدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
الشـــــــــــــــروح :
قَوْلُهُ : ( عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ (
الْفَزَارِيِّ مَوْلَاهُمْ ، ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ ( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ ( بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَ فَتْحِ الْجِيمِ
مُصَغَّرًا لَهُ رِوَايَةٌ ذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ فِي الصَّحَابَةِ
( عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ ( قَالَ : إِنَّ اسْمَهَا حَوَّاءُ صَحَابِيَّةٌ .
قَوْلُهُ : ( إِلَّا ظِلْفًا )
بِكَسْرِ الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ وَ إِسْكَانِ اللَّامِ وَ بِالْفَاءِ هُوَ لِلْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ كَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ ( مُحْرَقًا ) اسْمُ مَفْعُولٍ
مِنَ الْإِحْرَاقِ ، وَ قَيْدُ الْإِحْرَاقِ مُبَالَغَةٌ فِي رَدِّ السَّائِلِ بِأَدْنَى مَا يَتَيَسَّرُ أَيْ لَا تَرُدِّيهِ مَحْرُومًا بِلَا شَيْءٍ
مَهْمَا أَمْكَنَ ، حَتَّى إِنْ وَجَدْتِ شَيْئًا حَقِيرًا مِثْلَ الظِّلْفِ الْمُحْرَقِ أَعْطِيهِ إِيَّاهُ .
وَ قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ فِي عَارِضَةِ الْأَحْوَذِيِّ : اخْتُلِفَ فِي تَأْوِيلِهِ ؛
فَقِيلَ : ضَرَبَهُ مَثَلًا لِلْمُبَالَغَةِ ، كَمَا جَاءَ :
" مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَ لَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ،
وَ قِيلَ : إِنَّ الظِّلْفَ الْمُحْرَقَ كَانَ لَهُ عِنْدَهُمْ قَدْرًا بِأَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَهُ وَ يَسُفُّونَهُ ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ عَلِيٍّ وَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ أَبِي أُمَامَةَ (
أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ فَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِمِثْلِ حَدِيثِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْآتِي وَ فِي سَنَدِهِ رَجُلٌ مَجْهُولٌ ،
وَأَمَّا حَدِيثُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَأَخْرَجَهُ أَيْضًا أَبُو دَاوُدَ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ " : لِلسَّائِلِ حَقٌّ وَ إِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ "
وَ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّهُ مُرْسَلٌ ، قَالَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ السَّكَنِ وَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ وَ غَيْرُهُمَا :
كُلُّ رِوَايَاتِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَرَاسِيلُ فَهُوَ مُرْسَلُ صَحَابِيٍّ
وَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى الِاحْتِجَاجِ بِهِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ :
لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَ لَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ فَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أُمِّ بُجَيْدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَ أَبُو دَاوُدَ .