الناس على نوعين ..نصف ممتليء ونصف فارغ ..بكل تأكيد ..الندرة النادرة ستحدثك لو جلست إليها عن (نصف منكسر) ..وكلٌّ يمكله ..ولكننا نبرع في إخفائه ..!
النصف المنكسر نصف دقيق جدا شفاف جدا ..حساس جدا ..الناس هنا على نوعين لو اعترفوا ..نوع لا يظهره ونوع يجيد إخفاءه ....!
كان الحلم مغلقا هذه الليلة ..
لعلها عمليات صيانة أو بعض التصليحات قد تعطب الأحلام أحيانا ..كأي شيء....قد تتوقف عن العمل !
ألا تفعل!
كان يحدثني عن كلمة سحرية ..يحتاج لكي يسمعها في طرف أي يوم كي يتمكن من العبور حتى طرفه الآخر ..كلمة واحدة قد تكفي ولكنها يجب أن تحدث ويجب أن يسمعها ويجب أن يقولها له أحد ..
قد يكون هو .. لأن الآخرين أحيانا يمارسون اللاوجود واللاحضور ..والإنغلاق والتخفي...والخرس حين نفشل نحن بهذا ..
البحث عن تلك الكلمة كان يكلفه النصف تماما ..وكان يبقي النصف الآخر كي يسمعها ..فلا بد أن يفعل !
في كل الأحوال كان في نمو مضطرد _هكذا كان يقول لي_ هو ينمو في كل يوم ويتجدد في كل يوم لذا لا يعبأ كثيرا حين يفقد نصفه ..المهم أن يسمعها ..تلك الكلمة !
أحيانا لا تكون جميلة ولا تتعلق به ولا تكون ذات فائدة ..لهذا هي سحرية لأنها تناسب ما يريد في كل وقت يريد ..!
حتى الأحلام تفاجئنا بأنها مغلقة ..أو معطلّة ..حتى هي غير جديرة بالثقة ...نحتاج لتجديدها من وقت لآخر ..أتخيل مكان ما لبيع الأحلام ..ألا يتاجرون بها أحيانا ..أو ربما أنها تنمو على سفح الجبل أو في واد عميق سحيق لا يدرك إلا بشق الأنفس ....
كالوضوء أحيانا تنتقض وتحتاج لتجديد ..كبناء قديم يحتاج لإعادة بناء وترميم ..أو كأثاث تمل من رؤيته كل يوم ..فنتخلص منه سريعا ونأتي بالجديد والحديث وما يواكب العصر ..!
الناس على نوعين ..نصف ممتليء ونصف فارغ ..بكل تأكيد ..الندرة النادرة ستحدثك لو جلست إليها عن (نصف منكسر) ..وكلٌّ يمكله ..ولكننا نبرع في إخفائه ..!
النصف المنكسر نصف دقيق جدا شفاف جدا ..حساس جدا ..الناس هنا على نوعين لو اعترفوا ..نوع لا يظهره ونوع يجيد إخفاءه ....!
النصف المنكسر منك هو نصف لم تعد تمتلكه ولكنك تفتقده ..مكانه فارغ ..لكنه موجود ..يؤلمك أحيانا ويشعرك بالندم أحيانا اخرى ..وفي أكثر الأحايين يمدك بطاقة عجيبة وبقوة لا تضاهى ...هو النصف الأكثر تواجدا والأكثر تأثيرا والأكثر تحكما بك ...!
لا تتفاجأ إن قلت لك أنه مصدر الأحلام ..أحلامك ..! ولا تتفاجأ إن قلت لك أنه غني بها ..إنه يرمم ذلك النقص الحادث بك من خلال الأحلام ...ألا تشعر بهذا!
بلى أنت تشعر !
الخسارة ليست أن تفقد أي شيء ..ولكنها أن لا تعرف قيمته ...حين تمتلكه
ولا تعطه التقدير الصحيح ...
يجب أن تكون كلماتنا ذات فائدة ومعنى ..ألن نحاسب عليها لماذا نكتب إذا كل هذا الهراء عن الخسارة والحزن والألم ..
لماذا لا يكتب كل منا عن بطولاته وصولاته وجولاته ..عن معاركه التي انتصر فيها فقط ..لماذا نتحدث عن الهزيمة والإنكسار ...!!
كانت هذه المرأة تتحدث عن العلاقة الغريبة بين التخمة ودفتر المذكرات !
أجل هذا الذي نكتب فيه يومياتنا أو الذي يكتبون فيه يومياتهم ..تقول أنه من الوسائل التي تساعد في التخفيف من الوزن ..أن تكتب لمدة عشر دقائق ..أنت وقتها ستشعر بالشبع بالإمتلاء .._ وهذه على ما يبدو مشكلة العصر ..أن نشعر بالشبع والإمتلاء_ !!
المشكلة أنني لا أحتاج لهذا الشعور ..بالشبع فأنا أشبع في الوقت المناسب تماما ..ثم المشكلة الأخرى أنني لا أمتلك دفتر مذكرات ..ولا أكتب المذكرات أصلا !!
ثم إنني لا أعاني من التخمة ..!
ولكنني أرمي الكلام ..وأبعثره في جميع الإتجاهات ..ألا يجب أن يصل هذا لأحدهم ويشعره بالإمتلاء ..والشبع ..!
فليحدث هذا ..الآن ..وليخبرني أحدكم أنه قرأ هنا أو توهم أنه سمع مني كلة سحرية ..ستكون عونا له كي يقطع هذه الليلة ..أو هذا النهار!
لا تقلقوا حين تكون أحلامكم معطلة أو مغلقة ..هذا يساعد أولئك الذين تحلمون بهم كثيرا على أخذ بعض الوقت للراحة والإستجمام ..لعلهم في أحلامكم القادمة ..يكونون أجمل.