عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشرٍ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء - رحمةً لكم غير نسيانٍ - فلا تبحثوا عنها))؛ حديث حسن، رواه الدارقطني وغيره. قال أبو بكر ابن السمعاني رحمه الله: من عمل بهذا الحديث، فقد حاز الثواب، وأمن من العقاب؛ لأن من أدى الفرائض واجتنب المحارم ووقف عند الحدود، وترك البحث عما غاب عنه، فقد استوفى أقسام الفضل، وأوفى حقوق الدين؛ لأن الشرائع لا تخرج عن هذه الأنواع المذكورة في هذا الحديث، وقال أيضًا: هذا الحديث أصل كبير من أصول الدين وفروعه. فرض الفرائض: أوجبها وحتم العمل بها. • فلا تضيعوها: فلا تتركوها وتتهاونوا في أدائها. • حد حدودًا: أي بيَّن وعيَّن أحكامًا؛ كحد الزنا والسرقة. • فلا تعتدوها: لا تتجاوزوها. • فلا تنتهكوها: لا تقعوا فيها ولا تقربوها. • وسكت عن أشياء: أي لم يحكم فيها بوجوب أو حرمة؛ فهي شرعًا على الإباحة الأصلية. إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها))؛ أي: أوجب إيجابًا حتميًّا على عباده فرائض معلومة؛ كالصلوات الخمس، والزكاة، والصيام، والحج، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وغير ذلك. ((وحد حدودًا))؛ أي: أوجب واجباتٍ وحددها بشروط وقيود ((فلا تعتدوها))؛ أي: لا تتجاوزوها. ((وحرَّم أشياء فلا تنتهكوها))؛ مثل الشرك والزنا والخمر وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق والسرقة وأشياء كثيرة، فلا تقعوا فيها؛ فإن وقوعكم فيها انتهاك لها، وعن ابن شبرمة أنه قال: العجَب ممن يحتمي من الحلال مخافة الداء، ولا يحتمي من الحرام مخافة النار! والله اعلم اللهم اسئل علما نفعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا .
اللهم اغفر لجميع المسلمين الاحياء والا موات .
سبحان اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك . |
|
|
|