تعريف العين: [هو نظر باستحسان أو بغض فتنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعيون فيحصل الضرر ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى، فيوصف له الشيء، فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره] [زاد المعاد: ج4/ ص149]. العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين وقد أمر الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد فقال تعالى: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد” [سورة الفلق:5]. فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه وإن صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها. حقيقة العين والحسد والأدلة عليهما: للعين والحسد حقيقة ووجود وأدلة ثابتة من القرآن والسنّة وعند الأمم السابقة وفي واقعنا أدلة كثيرة على ذلك. الأدلـة من القرآن: قال تعالى: “وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُون- وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِين” [سورة القلم:51- 52]. قال جماعة من المفسرين: أي ليصيبوك يا محمد بأعينهم ويصرعونك ويزيلونك [تفسير البغوي: ج1/ ص201]. الأدلة من السنّة: قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (استعيذوا بالله من العين فإن العين حقّ) [صحيح الجامع: 938] وقوله عليه الصلاة والسلام: (العين حقّ ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استُغسِلتُم فاغسلوا) [مسلم: 5666]. الأدلة من واقعنا: وقائع وقصص كثيرة وأذكر قصة صغيرة حدثت لبعض من يأتي للعلاج عندنا: امرأة زارت أناسًا فرأت ابنتهم ونظرت إلى شعرها وامتدحته فبعد أن خرجت أصبح ذلك الشعر الجميل الطويل يسقط خُصَلاً خُصَلاً وما أكثر مثل هذا. |
|
|