في عام 1906م كتبت الروائية السويدية (سيلمى لاغرلوف) كتابها الروائي الشهير، الذي فاز بعد ذلك بجائزة نوبل في الأدب عام 1909م، وكانت أول سويدية تفوز بالجائزة. ما قصة هذا الكتاب؟ وما سر هذه القصة؟ وما الدافع والسبب لكتابته؟!! لنعُدْ للوراء قليلاً. كان هناك ضجر كبير من الأطفال في السويد من كتاب مادة الجغرافيا، وعدم رغبتهم في حضور دروسها. وبعد دراسات عدة، قامت بها وزارة التربية السويدية، اكتشفت الوزارة أن السبب يعود لرتابة كتاب المقرر؛ إذ كان مملاً للأطفال، وغير مبسط لفهمه؛ لذلك طلبوا من الكاتبة سيلمى أن تكتب كتاب جغرافيا جديدًا، يناسب تلك الفئة العمرية، ويكون شيقًا وممتعًا في الوقت نفسه. تحقق لها ذلك نتيجة العمل لمدة 6 سنوات، سافرت فيها إلى كل أرجاء السويد؛ فأخرجت الكتاب الرائع (نيلز هولكر سونس ورحلته عبر السويد) في عام 1906م. الكتاب الذي جعل الكبار قبل الصغار يُقبلون على قراءته، وأيضًا كان السبب الذي جعل أطفال السويد يرغبون من جديد في فهم جغرافية بلدهم. فيما بعد تُرجم الكتاب إلى 12 لغة عالمية، وكذلك أصبح مسلسلاً كرتونيًّا شهيرًا (نيلز)، أنتجته شركة يابانية في عام 1980م، مستوحى من كتاب سيلمى. وتكريمًا للكاتبة، وهذه القصة الشهيرة، جُعلت من صورتها في ورقة (20 كورن) بالعملة السويدية، وصورة الطفل نيلز مع طيور الأوز في الوجه الآخر للعملة. استطاعت الكاتبة أن تجعل من كتاب الجغرافيا المعقَّد كتابًا مبسطًا بطريقة إبداعية جديدة. وقصة الطفل (نيلز) أن رجلاً قام قزم بمسخه، وتحويله من حجمه الطبيعي إلى حجم صغير جدًّا؛ وذلك عقابًا له لإيذائه الحيوانات. وبسبب حجمه الجديد أصبح يركب على ظهر الأوزة (مورتن)؛ فكان يقوم بالسفر مع الأوز البري برفقة (مورتن) شمالاً في فصل الصيف، وجنوبًا في فصل الشتاء، مرورًا بمناطق مختلفة التضاريس؛ ليكون الهدف العميق هو التعرف على جغرافية دولة السويد من خلال هذه القصة وأحداثها. همست في أذنه قائلاً: دائمًا تكرر يا صديقي أن صناعة المحتوى مهم. هي فعلاً كذلك، لكن هذه من زاوية. وأقول من أخرى إن تعاون جهات عدة في تطوير مشروعهم كان بلمسة إبداعية بسيطة، وكان ثمرتها غرس قيم وأفكار في أجيال متعاقبة، وبأقل التكاليف. المبدعون والمبدعات لدينا كُثر، فقط يريدون الدعم.. وهم أهل لذلك. |
|