يعرف الزواج بأنه عقد اجتماعي يمنح التزامات متبادلة للزوجين والمجتمع، ويعد الزواج وبناء الأسرة أمرًا هامًا في قيام المجتمع، فهي حجر الزاوية في النظام الاجتماعي، وتعد الأسرة الكيان الذي يعطي معنى حقيقيًا للحياة والوجود، وهو علاقة تكاملية يعرف فيه كل فرد واجباته وحقوقه ويحترم الآخر، وفي الزواج حكمة بالغة الأهمية من الله تعالى عندما خلق الذكر والأنثى وجعل فيه استمرارًا للحياة البشرية، وللعائلة دور مهم في توفير التنشئة الاجتماعية وهي المسؤولة عن حماية أخلاق وقيم الأفراد والأطفال والمجتمع ككل.
إن السلام والأمن الذي توفره وحدة الأسرة المستقرة موضع تقدير كبير، وهما أساسيان للنمو الروحي لأفرادها والمجتمع والإنسانية، ويمكن تتبع تقدم المجتمع ورفاهه أو انهياره إلى مواطن القوة والوحدة، ويعتمد الزواج على مبادئ صحيحة تضمن استمراره والحفاظ عليه، ويقوم الزواج الناجح على أسس صحيحة وتوافق بين الطرفين ليساعد في استقرار الأسرة وحمايتها من مظاهر التفكك والنزاع، ويجب أن يدرك كلا الزوجين أنه لا يمكن أن تستمر الحياة الزوجية دون أي صعوبات أو مشاكل فهو أمر طبيعي إلا أن الأمر الأكثر أهمية هو طريقة حل هذه المشكلات؛ إذ يتطلب الزواج الناجح أمورًا عدة وهامة كأن يعرف كل فرد دوره، وأن يتعاون في توزيع هذه الأدوار وفق احتياجات الأسرة والوقت الذي يمتلكه كل فرد، كما يجب أن يحترم الشريكان بعضهما ومراعاة الظروف وتحمل كامل المسؤولية، والزواج يعني الالتزام بكل شروطه ومحاولة التواصل بشكل فعال بين أطرافه والالتزام بما أمر به الله تعالى لضمان نجاحه وتجنب حالات الطلاق التي انتشرت بشكل واسع في الفترة الأخيرة.
أسباب عدم الثقة بين الزوجين
بالرغم من المحاولات العديدة من كلا الزوجين لتجنب ما يؤثر على سلامة الحياة الزوجية إلا أن الوقوع بالمشكلات أمر لا بد منه في بعض الأحيان، وتحدث هذه المشكلات لأسباب عديدة منها عدم القدرة على التفاهم بين الزوجين وعدم الاتفاق على رأي واحد ورفض بعض التصرفات أو تدخل طرف خارجي في العلاقة الزوجية أو وجود مشاكل مالية وغيرها من المشاكل الأخرى، وتعد عدم الثقة بين الزوجين إحدى أخطر المشكلات لتأثيرها بشكل أساسي على التواصل بين الزوجين وقد تستمر هذه المشكلة لتنتهي بالطلاق، وتنتج هذه المشكلة لأسباب ٍعديدة منها:
الكذب: يعد الكذب المتكرر من أحد الزوجين على الآخر وإن كانت في تفاصيل غير هامة من أسباب فقدان الثقة بين الزوجين، لأن فيه إخفاء للحقيقة مما يؤثر على الطرف الآخر ويزيد من شعوره بالقلق والشك.
التغيير في الأولويات: يعد تغيير الأولويات أحد أكثر الأسباب شيوعًا للانهيار البطيء للثقة، فالزوج الذي لم يعد يبدي أولوية لعائل1ذته وزوجته يعرض زواجهما للخطر.
الاضطرابات النفسية: وهي أن يعاني أحد الطرفين من مشاكل نفسية تقود الى فقدان الثقة بالطرف الآخر دون وجود أسباب فعلية.
انعدام الحوار والتواصل: واحدة من أكبر العوامل التي تؤدي إلى قلة الثقة في العلاقة هو عدم وجود تواصل يساعد على تبادل الآراء دون تعصب وغضب في تعزيز ثقة كل طرف بالآخر، وانعدام الحوار يشعر الزوجين بعدم الثقة ويزرع مشاعر الشك باستمرار.
الخيانة العاطفية أو الجسدية: تشكل الخيانة أحد أكثر الأسباب لانعدام الثقة بين الزوجين؛ إذ يصعب بعدها بناء الثقة من جديد.
السلوكيات الخاطئة السيئة: يمكن لبعض التصرفات من أحد الزوجين زعزعة الثقة ومنها اتخاذ قرارات كبيرة دون استشارة الزوج أو مشاركة معلومات شخصية وخاصة حول العلاقة مع أشخاص آخرين.
نصائح للمحافظة على الثقة بين الزوجين
تعد الثقة المتبادلة أحد مقومات الزواج الناجح بعكس انعدامها الذي يؤثر على الأسرة بأكملها ويفقد العلاقة الزوجية المودة والتماسك، وفي حال الوقوع بهذه المشكلة والرغبة بإعادة الثقة من جديد يمكن أداء ما يلي:
الاعتراف بالخطأ: اعتراف الطرف كثير الشك أو الكذب بأخطائه للطرف الآخر، فإن في ذلك رغبةً بإعادة إصلاح العلاقة من جديد.
الحوار المستمر: الحوار بين الطرفين للوصول الى أسباب المشكلة وطرق الحل وكيفية تجنبها لاحقًا، على أن يكون هدف الحوار إصلاح العلاقة وليس توجيه الاتهامات.
مناقشة الأمور المشتركة بين الطرفين: إذ إن مناقشة كل الأمور الهامة وتجنب إخفاء أي منها واحترام آراء الشريك مهما كانت
حل مشكلات الثقة في العلاقات بصورة عقلانية: بناء العلاقة الزوجية على أساس الثقة والالتزام.
التواصل والحوار مع الشريك: بالتحدث عن ما فعته كل منها خلال يومه والاستماع إلى بعضهما، يساعد الحوار على تقوية العلاقة بين الزوجين.
مناقشة الأسرار: يمكن لمشاركة الأسرار أن تقرب الزوجين، فكلما عرف الشخص عن شريك حياته أكثر، كلما أصبحت الرابطة أقوى.
تقديم الشريك للأصدقاء: إذ إن تقديم الشريك إلى الأصدقاء سيساعد على تخفيف المخاوف بشأن الأصدقاء.
تجنب الأخطاء التي تؤثر على الثقة: والتزام الصدق والصراحة في كافة الأمور، وتجنب السلوك الخاطئ وتغييره وإظهار السلوك الحسن والجيد.
تأثير انعدام الثقة بين الزوجين
تعد الثقة إحدى الركائز الأساسية لأي علاقة، ودونها لا يمكن لشخصين أن يكونا مرتاحين لبعضهما وستفتقر العلاقة إلى الاستقرار، وتتيح الثقة للأشخاص أن يشعروا بالأمان؛ إذ يعتقد الأزواج أن الشريك سيكون مخلصًا في كل وقت، كما يسمح للزوجين بعرض الأفكار والمشاعر التي يفكرون فيها بصراحة ونزاهة، فالشريك هو الداعم لأفكاره وتطلعاته ولن يسخر منه، فالثقة تسير جنبًا إلى جنب مع الالتزام، والإحساس بالأمان والقدرة على التنبؤ الذي يأتي مع الثقة يجعل الأشخاص يشعرون بالرضا اتجاه الشريك، ويمكن للثقة بين الزوجين أن تتزعزع بسبب بعض الأمور التي سنتناولها في المقال، ومن أكثر الأمور التي تؤدي إلى هدم الثقة هي الخيانة الزوجية، فقد يكون من الصعب إعادة بناء وتأسيس الثقة بعد ذلك،
ويمكن أن يؤدي عدم الثقة بين الزوجين للعديد من المشاكل ومنها:
الاكتئاب وانعدام الأمن: يمكن أن تؤدي عدم الثقة إلى شعور أحد الزوجين أو كليهما بالاكتئاب،و يمكن للشريك أن يشعر بالحزن لحدوث أمور تزعزع الثقة بين الزوجين كالخيانة الزوجية أو الكذب.
انخفاض العلاقة الحميمة: يدفع الشك صاحبه إلى الابتعاد جسديًا عن شريكه.
القلق: تزداد مستويات القلق بعد انقطاع الثقة في العلاقة، ويمكن أن يمتد القلق إلى العلاقات الأخرى، وربما تنعدم ثقة الزوج بزملاء العمل أو الأصدقاء. ... |
|
|
|
|