يعرّف المرض النفسي على أنه حدوث خلل في الوظائف المتعلقة في شخصية الإنسان، ويحدث هذا الخلل نتيجة لحدوث انحراف عن السواء، وفي هذه الحالة يصاب الإنسان بالضيق وعدم قدرته على القيام بأي يعمل يتعلق به، وتؤدي إلى الشعور الداخلي لدى الشخص بأنه يكره نفسه ولا يتقبلها. والمرض النفسي لا يتعلق بالنمو العقلي والثقافي للإنسان، بل ينتج بشكل أساسي من أحداث يمر بها الإنسان في حياته، وفي الكثير من الأحيان تكون أحداثاً مؤلمة وصعبة ومعقدة، مما يجعله غير قادر على القيام بحل أي مشكلة تواجهه في حياته، وبالتالي تفاقم هذه المشاكل ودخوله في حالة من الاكتئاب والتوتر واليأس من الحياة، وكثير من الأشخاص الذين يلجؤون إلى الانتحار والموت عند تفاقم المرض النفسي لديهم. الزوج المريض نفسياً
الزواج هو حق لكل إنسان بالغ عاقل، وهو نعمة من الله تعالى على الناس، فبه يتحقق التفاعل الإيجابي بين الزوجين، وكذلك الاتزان الحيوي والعاطفي والاستقرار الاجتماعي لكليهما، وإن شرط البلوغ والعقل السليم للطرفين لا يمكن الاستغناء عنه أو تجاهله، فالشخص السليم عقلياً ونفسياً يمكنه تحمل المسؤولية وتحقيق الهدف المرجو من الزواج، ولكن الشخص المريض عقلياً أو نفسياً سوف يؤثر على الطرف الآخر بالشكل السلبي، مما يؤدي إلى حدوث العديد من المشاكل بينهما، وذلك لأن المريض النفسي لا يمكنه التحكم بتصرفاته، ولا يعي طريقة التعامل الصحيح مع غيره من البشر مهما كانت صلتهم به. الرجال هم الأقل قدرة على البوح بما يدور في بالهم، لذلك يمكن أن يصاب الرجل بالأمراض النفسية دون أن تعلم زوجته، ولكن يمكنها أن تلاحظ عليه من خلال تصرفاته، ومعرفة صفات الزوج المريض نفسياً حتى تساعده على العلاج أو تنفصل عنه في حال تعرضها للأذى، وعدم تمكنها من الاستمرار، وخصوصاً في حالات التصرف بشكل عدائي من الزوج المريض نفسياً على زوجته وأطفاله .
المظاهر التي تدل على وجود مشكلات نفسية
هناك عدة مظاهر قد يُظهرها الفرد تستدعي منه أو من الأشخاص المحيطين به عرضه على طبيبٍ نفسيٍّ ومن هذه المظاهر:
معاناة الإنسان الدائمة وخوفه وتوتره المستمر، وعدم قدرته على التخلّص من معاناته.
إظهاره لعيب سلوكيٍّ أو انفعاليٍّ بشكلٍ مبالغٍ فيه يُعطل أداءه أو يؤذي الآخرين حوله كالعنف.
انغماسه في أنشطةٍ قد تُضرّ به أو بمن حوله كالإدمان.
إظهار اضطراباتٍ أو انحرافاتٍ سلوكيةٍ تستدعي من المجتمع أو الأفراد المحيطين تعريض فاعلها للعقاب.
صفات الزوج المريض نفسياً
من المهم ذكر صفات الزوج المريض نفسيا ، ومنها :
ينعدم ضميره فيفعل ما يفعله بالآخرين دون أن يشعر بالذنب، ولا يعتذر عن أخطائه، ويحب أن يخدع ويظلم.
الأنانية المطلقة، فهو لا يمكنه التفكير بالآخرين واحتياجاتهم، بل يسعى دوماً لتحقيق رغباته، وإن كان الأمر يضر بالآخرين ويخالف القانون.
التفكير الدائم بالمكاسب البسيطة التي لا تخدم مستقبله، فهو لا يفكر أبداً بالمستقبل، ولا يهتم بالعواقب.
العجز التام عن إظهار العواطف تجاه أي شخص آخر سواء كانت زوجة أو إبن، ولا يوجد لديه أي مانع من تعريضهم للخطر من أجل إرضاء غروره.
التفوه بالأمور الغريبة، والتي تكون خيالية، والتحدث مع نفسه وكأنه يخاطب شخصاً آخر.
الابتعاد التام عن ممارسة العلاقة مع الزوجة، أو اللجوء الدائم للعنف أثناء العلاقة.
حكم زواج المريض النفسي هدف الزواج هو الاستقرار، ولكي يستطيع الشخص الزواج فيجب عليه أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية، ومن المهم أن يكون مستقر مادياً ونفسياً، والزواج بوجود بعض المشاكل النفسية سيؤدي إلى تفاقم الوضع، وانتكاس الشخص المريض، وكذلك التأثير على الزوجة وظلمها، ويمكن للشخص المريض الزواج في حالة الشفاء التام والاستقرار النفسي بعد استشارة الطبيب المعالج، ويجب كذلك مصارحة المرأة وأهلها قبل الزواج حتى تكون على علم تام بما هي مقدمة عليه، وتتصرف بحكمة في حال عودة المرض إليه، ويمكن أن يمرض الزوج بعد الزواج واستمرار العلاقة تعتمد على حالة المريض، وإمكانية المرأة على التحمل والمساعدة، حيث يمكنها طلب الانفصال من المحكمة، أو مساعدته من خلال عرضه على طبيب نفسي وتحمل التبعات. |
|
|
|