تشتكي غالباً معظم السيدات من أن الرجال في أقل من عام بعد الزواج يفقدون رومانسيتهم وتستمر النساء بتذكير الرجال كم كانوا يتمتعون بقدر كبير من الرومانسية قبل وأثناء الخطوبة وبالطبع في فترة شهر العسل.
ماذا حدث للرجال بعد أول عام من الزواج؟ أين ذهبت الرومانسية؟ هل ذهبت بلا رجعة؟
النساء على حق في هذه التساؤلات، فالرجال مع الوقت تقل لمسات الرومانسية في داخلهم ولكن هذا لا يعني بأن الحب يقل أو يختفي وانما فقط يأخذ شكلاً أخر عملياً أكثر من الشكل الرومانسي.
الرجل قبل الزواج وخلال شهر العسل يحب إمرأته كفتاة أحلامه، اللمسة الرومانسية الرقيقة في حياته، المشاعر الحميمة والتناغم بين أرواح العشاق.
أما بعد الزواج فالرجل يحب إمرأته كالبيت والملاذ، الأسرة، الدفء، الاهتمام والتفاهم.
معظم الرجال يختلف شكل الحب مع الوقت عندهم ويتبع الرسم في الأسفل حيث منحنى الحب الرومانسي يبدأ في التناقص في حين أن منحنى الحب العملي يتزايد مع الوقت.
بالطبع هناك القليل من الرجال مختلفين في هذا ويستطيعون أن يبقوا مستوى الحب الرومانسي مستقر أو على الأقل لا يتناقص بمستويات كبيرة ولكنه من الصعب جدأ أن تجدوا رجلاً يزيد مستوى الحب الرومانسي عنده مع الوقت كعامل الحب العملي.
حتى يمكن تفسير ما هو الحب العملي بسهولة فلنأخذ هذا المثال للتوضيح: في أحد الأيام تكون المرأة غاضبة وانفعالاتها العاطفية غير متزنة بدون سبب محدد ويتسبب هذا بأن تبدأ بمجادلة الرجل وتتذمر على أشياء صغيرة.
لنفترض هنا أن الرجل لن يجادل وفقط سيحاول تهدئتها.
قبل الزواج وبعد شهر العسل مباشرة:يكون الرجل مستعداً للتسامح في أي كلمة تلفظت بها قد تكون ضايقته ويهم بأن يضمها إليه برومانسية ويسمعها كلام عذب رقيق ويخبرها بأن لا شيء في الدنيا يستدعي دمعة واحدة من عينيها وبأنه سيعمل كل ما هو ممكن ليجعلها تشعر بالراحة، حينها ستهدأ وهكذا يكون الحب الرومانسي هو سيد الموقف.
بعد عام أو أكثر من الزواج:سيحاول الرجل أن يكون متفهماً ويعطيها العذر بأنها ربما تواجه بعض المشاكل المتعلقة بالعمل أو بأنها قلقة على أختها أو والدتها بسبب بعض مشاكلهم وأنها في حاجة بأن تخرج كل هذا من داخلها، فيتحدث إليها بصوت هاديء ويطلب منها أن تتحدث إليه لتخرج كل ما يزعجها ويستمع لكل ما تقوله جيداً، ثم يطلب منها بعد ذلك الاسترخاء لبعض الوقت في مكان هاديء ويقوم متطوعاً بتحضير العشاء أو أن يأخذ الأطفال للنوم في أسرتهم، بعد فترة ستهدأ وهكذا يكون الحب العملي هو سيد الموقف.
هذا المثال يوضح الفرق الجوهري بين الحب العملي والحب الرومانسي فمع الوقت نعرف بعضنا أكثر ويزيد التفاهم تاركاً مجال أكبر للحب العملي ليساعدنا على تخطي صعاب الحياة ومسئولياتها المتزايدة.
إذن سيداتي، لا تتهمن الرجال بأنهم ما عادوا يحبونكم، فالحب موجود ولكنه تشكل في شكل آخر أما بالنسبة للرومانسية فستحتاج لمزيد من الجهد والتواصل من ناحيتكن لتطلبن من الرجال أن يظهروا بين الحين والآخر بعض لمساتهم الرومانسية واللاتي ما زلتن في حاجة إليها.
نصيحة: أنتم بحاجة إلى اجازة بين الوقت والآخر للسفر في مكان ما (يفضل بدون الأطفال) بخطة واضحة لإعادة شغف حياتكما الرومانسية معاً واطلبي منه أن ينسى كل شيء آخر وأن يستمتع بشهر عسل جديد معك.