من حكمة ربنا سبحانه وتعالى أنه فضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، وفضل الأزمنة بشهر رمضان على سائر الشهور.
وهذا الشهر العظيم فرض فيه الصيام فقال سبحانه وتعالى "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة 183)
هو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب فقد قال رسول الله: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتى لأنصرنك ولو بعد حين".
وليس شهر رمضان شهر الخمول والكسل كما يصفه بعض الناس ولكنه شهر عبادة وجهاد وعمل فقد تمت أغلب انتصارات المسلمين على الأعداء فى شهر رمضان كغزوة بدر الكبرى وفتح مكة.
فقد اختار الله هذا الشهر لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن للناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور ففيه تتضاعف الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والذنوب، وينبغى على المسلم أن يستغل هذا الشهر أحسن استغلال فى العبادات والإحسان إلى الخلق بالمال والبدن والعفو عنهم فإن الله يحب المحسنين ويعفو عن العافين وأن نبتعد عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم وأن نجتنب مشاهدة المسلسلات والأفلام الهابطة التى تحض على الرذيلة وتصرف المسلمين عن العبادة وتجذبهم إلى الانغماس فى الشهوات وارتكاب المعاصى.
وينبغى على المسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وقيام الليل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يحيى الليالى العشر الأواخر من شهر رمضان بالصلوات وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار اتباعًا لسنة رسول الله وطلبًا لليلة القدر التى هى خير من ألف شهر وهى محصورة فى العشر الأواخر من شهر رمضان
وليكون المسلم صادقًا فى عبادته فعليه أن يصل الأرحام ويبر بالأيتام والمساكين ويحسن إلى الفقراء ويفعل الخير دائمًا ويكف جوارحه عن معصية الله ليكون عبدًا ربانيًا أسلم قلبه لله وبرئ من الشرك والنفاق.
وأن يكون هذا الشهر الكريم خيرًا على أمة الإسلام
وأن نستأصل البغض والحقد والحسد من قلوبنا,
وأن يكون الحب والوئام هو سبيلنا.