خير لك ان تصل الا خمسة
لا ان تصل و خمسة
إنني أحب من يهدي إليَّ عيبي، وينصحني للتغيير من سلوكي،
ويُرشِدني إلى الصواب؛ فذلك أحبُّ الناس لي، وأشدهم حرصًا على منفعتي
، فإنني أفتخر بأن يكون لي صديقًا وحميمًا،
وإنني أتعجَّب ممن يرون أناسًا حولهم، ويعرفون أنهم على خطأ،
فيبخلون بالنصيحة التي لا تكلف دينارًا ولا درهمًا إلا كلامًا فحسب،
فأولئك أشد الناس بخلاً، وأكثرهم غباء، وأجهلهم معرفة بأجر الناصحين،
وأعلمهم إثمًا؛ لذلك إخوتي وأخواتي الأعزاء
تعلمون جميعًا أن المسلم مرآة أخيه المسلم، بل هو جزء منه،
فلو ضربنا مثلاً، وكان لدى كل واحد منا طبقٌ يتناول منه طعامه،
لكنَّ هذا الصحن نصفه يَسُر ناظريه، والآخر قد زاد عليه الصدأ،
فهل تحب أن تتناول منه طعامك، وهو في هذا الحال؟
بل قد يُصيبك بالمرض، هو كذلك بالنسبة لأخيك الذي تعيش معه،
هل تحبه أن يكون على خطأ هو لا يعلمه؟ بادر إليه بالنصح؛
لأنه إذا استمرَّ على ذلك، سيكون مجتمعنا مجتمعًا تُخلخِله الأمراض،
وسيُصيبنا جميعًا، عندئذٍ لا ينفع الندم على عدم النصح.
أخيرًا، أرجو من الجميع أن يُبادِر بالإصلاح لمن هم حوله بما استطاع إلى ذلك سبيلاً،
لكن يجب تغيير أنفسنا، وإصلاحها قبل غيرها؛ لأن ذلك جزء من إصلاح الغير؛
ليكون مجتمعنا مجتمعًا تسوده المحبة والتعاون، يألف بعضه بعضًا،
فإذا كان كذلك يمكن أن أقول: إننا عُدنا وأردنا من عودتنا الخير للجميع،
ونعيش ليعيش الآخرون لا لنعيش بأنفسنا،
هيا نبادر اليوم قبل باكر من أجل مجتمع يحب السير على هدي الحبيب ونَهْج الأوائل. |
|
|
|