اطباع وسلوك البشر تتحكم بها الامزجة
وتغيب عنها شروط العدالة والوقار
تميل دوما حيث يميل هوي النفس
وتتجه صوب مايريح العين ويشرح الصدر
ميزانها دوما مختل يغيب
عنه الانصاف لان الحكم
هنا للقلب وليس للعقل والرزانة
فتري احدهم يبغض لوحده من يجمع
عليه اغلب البشر لانه لايراه
بعين العدل بل بمقياس مزاجه الذي لايري
فيه الا جانب السوءات
وتلك لعمري مكامن الاحقاد والاضداد وهي
مكن الشر وسبب الخصومات وخلق الازمات
فمقياس الامزجة والقلوب قد تخالف
المنطق وقد تخالف الاجماع وتنسي في خضم غيها الفضل والاتزان
فهناك امزجة نفوس تري فيك
ما لايراه الاخرون تنفث في كرهك
كل تصورات قلبها وتشبع غريزتها
باظهار ما تراه هي وما حكم به مزاجها .فليس
غريب من يري في الصحراء القاحلة جنة وليس
غريب في ان تجد من يري في مباهج العين
ما يثقل الصدر ويغم النفس رغم روعة المنظر فذاك
قياس الامزجة
الذي لا يخضع للمنطق والعقل
فقد تجد السرور في رمضاء الحر
وقد تضيق نفسك من مسك وعنبر
وهنا العجب العجاب .
وصدق الامام الشافعي ( وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ
كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا )
فلا تعجب ان رايت راقصا للحن البوم ولا تستغرب
ان رايت كارها
لانغام الكروان .
فالعبرة بالامزجة وليس بمقياس الابداع والجمال .
وتلك فطرة البشر