سليمان بن صرد - رضى الله تعالى عنه
نسبه
سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون أبو المطرف الخزاعي ،
يقال كان اسمه يسار، فغيره النبي [1].
وكان اسمه في الجاهلية يسارًا ، فسماه رسول الله سليمان ،
وكانت له سن عالية وشرف في قومه .
أهم ملامح شخصيته
اتصف سليمان بن صرد بكثير من الصفات الحميدة ،
والتي جعلت له مكانة بين الصحابة (رضوان الله عليهم)
1-الشجاعة وظهرت في حضوره صفين مع علي بن أبي طالب
ويوم خرج ليطالب بدم الحسين بن علي .
2-كثرة الشك والوقوف وهذا سبب ندمه على ما كان من خذلانه للحسين .
فقد كتب إلى الحسين بن علي أن يقدم الكوفة فلما قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه كان كثير الشك والوقوف فلما قتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجية الفزاري وجميع من خذل الحسين ولم يقاتل معه[2].
وخرج سليمان بن صرد في نحو أربعة آلاف مقاتل في عام 65هـ وذلك بعد مقتل الحسين بأربعة سنوات ، حتي يكفروا عن تخاذلهم عن الحسين بن علي في معركة كربلاء والتقوا مع جيش الأمويين في معركة عين الوردة وكانوا في نحو أربعة آلاف مقاتل ، واستطاع الجيش الأموي هزيمتهم، ومات سليمان بن صرد .
3- ومن صفاته الرائعة كذلك أنه كان نبيلا عابدا زاهدا [3] .
من مواقفة مع الصحابة
كان من أنصار علي بن أبي طالب ؛ فعن سليمان بن صرد قال : أتيت عليًّا حين فرغ من الجمل ، فلما رآني قال : يا ابن صرد ، تنأنأت وتزحزحت وتربصت ، كيف ترى الله صنع ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، إن الشوط بطين ، وقد أبقى الله من الأمور ما تعرف فيها عدوك من صديقك . فلما قام ، قلت للحسن بن علي : ما أراك أغنيت عني شيئًا ، وقد كنت حريصًا أن أشهد معه . فقال : هذا يقول لك ما تقول ، وقد قال لي يوم الجمل حين مشى الناس بعضهم إلى بعض : يا حسن ، ثكلتك أمك أو هبلتك أمك ، والله ما أرى بعد هذا من خير [4] .
من الأحاديث التي رواها عن رسول الله
عن سليمان بن صرد قال :
[ كنت جالسًا مع النبي ورجلان يستبان فأحدهما احمرَّ وجهه وانتفخت أوداجه ،
فقال النبي :
( إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ،
لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ) .
فقالوا له : إن النبي قال تعوذ بالله من الشيطان .
فقال : وهل بي جنون ؟ ) ]
وفي سنن الترمذي قال سليمان بن صرد لخالد بن عرطفة (أو خالد لسليمان) :
أما سمعت رسول الله يقول :
( من قتله بطنه لم يعذب في قبره ؟ )
فقال أحدهما لصاحبه : نعم .
وعن سليمان بن صرد :
أن أعرابيًّا صلى مع النبي ومعه قرن فأخذها بعض القوم ،
فلما سلم النبي قال الأعرابي : فأين القرن ؟
فكأن بعض القوم ضحك ، فقال النبي :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروعن مسلمًا ) [5] .
وعن سليمان بن صرد قال : قال النبي :
( استاكوا وتنظفوا و أوتروا ؛ فإن الله وتر يحب الوتر ).
وجاء في تفسير القرطبي قال سليمان بن صرد - وهو ممن أدرك النبي - : لما أرادوا إلقاء إبراهيم في النار جعلوا يجمعون له الحطب ، فجعلت المرأة العجوز تحمل على ظهرها وتقول : أذهب به إلى هذا الذي يذكر آلهتنا . فلما ذُهب به ليطرح في النار
و قال كما فى قوله تعالى :
{ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي }
[الصافات: 99] ،
فلما طرح في النار قال : حسبي الله ونعم الوكيل ،
فقال الله تعالى :
{ يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا }
[الأنبياء: 69] .
فقال أبو لوط -وكان ابن عمه - :
إن النار لم تحرقه من أجل قرابته مني .
فأرسل الله عنقًا من النار، فأحرقه .
الوفاة
كان ممن كاتب الحسين ثم تخلف عنه ، ثم قدم هو و المسيب بن نجبة في آخرين فخرجوا في الطلب بدمه وهم أربعة آلاف ، فالتقاهم عبيد الله بن زياد بعين الوردة بعسكر مروان ، فقُتل سليمان ومن معه ، وذلك في سنة خمس وستين في شهر ربيع الآخر، وكان لسليمان يوم قتل ثلاث وتسعون سنة ، وكان الذي قتل سليمان يزيد بن الحصين بن نمير، رماه بسهم فمات ، وحمل رأسه ورأس المسيب إلى مروان [6] .
المصادر :
[1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/172.
[2] ابن سعد : الطبقات الكبرى 4/292 .
[3] ابن كثير: البداية و النهاية 8/280 .
[4] نعيم بن حماد : الفتن 1/89 .
[5] الطبراني : المعجم الكبير 7/ 99.
[6] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/172.