لذة وروعة ومتعة الحياة في التنوع والاختلاف الجميل.. التنوع في البيئات والأشكال والألوان والميول والأفكار واللغات واللهجات، وغيرها من الأمور
تخيَّل كم ستكون الحياة مملة لو كان الجميع يفكرون بالطريقة نفسها، ولديهم الآراء والتوجهات نفسها، ويتحدثون بطريقة واحدة؛ ستفقد الحياة طعمها وروعتها.
أخبرني أحد الأحبة بأنه التقى شابًّا يعمل في إحدى المؤسسات الخاصة في محافظة رجال ألمع، وحين تحدث معه أخبره الشاب بأنه من إحدى محافظات المنطقة الوسطى، وكان نصيبه الجميل أن يعمل في مدينة من أجمل المدن السياحية والرائعة، هي رجال ألمع. لاحظ الزميل أن الشاب يحاول استخدام مفردات الناس في رجال ألمع، وأسلوب النطق نفسه، وكان يبدو عليه الاستمتاع بهذا الأمر. يقول: سألته: لماذا تتكلف في الكلام، وتحاول استخدام مفردات ليست من قاموسك الأصلي؟ لا يوجد أروع من التلقائية في الحديث والاسترسال بالطريقة التي تتناسب مع الشخص، ومع طبيعة حياته.. رد الشاب بأنه يرغب في كسب علاقات جديدة، وأن يتقرب من الناس من خلال الحديث بطريقتهم نفسها. يقول: فأخبرته بأن البشر في كل مكان في العالم يقبلون الإنسان كما هو، بشكله ولهجته وأسلوبه، حينما يكون صاحب خُلق وأدب، ولن يكون لاستخدام لهجة أهل البلد ذلك الأثر الكبير في قضية قبول الناس لك.
من خلال الموقف السابق أتمنى أن ينتشر بين شرائح المجتمع المختلفة أن التزام الإنسان بلهجته وأسلوب حديثه يُعد أمرًا رائعًا وجميلاً ومتوافقًا مع قانون التنوع بين الناس. لا يوجد أي داعٍ ليغير الشخص من كلماته حين ينتقل من مدينة إلى أخرى؛ الجميع يعرف أن (أبغى أو أبي أو ودي) كلمات تحمل معنى (أنا أرغب)، فليس الإنسان مضطرًّا إلى تقليب لسانه حسب المجموعة التي يقابلها، أو حسب المدينة التي يذهب إليها.
ستصبح حياة الإنسان متعبة، ويغلب عليها التكلف، إذا كان منهجه هو استخدام مفردات وعبارات المحافظة أو المدينة التي يذهب إليها.. سيجد نفسه يومًا ما قد فقد هويته وثقافته، وتصبح مخارج الحروف لديه متغيرة.
استخدم لهجتك وكلامك وعباراتك طالما أنها مفهومة لدى الناس.
الناس تتقبل الإنسان بأخلاقه وسلوكياته وتصرفاته، وليس وفقًا لاعوجاج لسانه.
مرة أخرى: الحياة جميلة بالتنوع والاختلاف
منقول