بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب :
الدعاء عبادة .
قال عليه الصلاة والسلام : الدعاء هو العبادة .
رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
ولا يصح تقييد العبادة بِزمان أو مكان لم يأت تقييده في الشرع .
وله حُكم :
سجل حضورك
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=157
نص الفتوى
ما رأي فضيلتكم بهده المشاركات
سجل حضورك اليومي بالاستغفار
سجل حضورك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
رسالة فيها تسبيح واستغفار وفي النهاية يطلب منا تخيل أنك عندما قرأتها حصلت على 580 حسنة وحصلت أنا كذلك على 580 حسنة
أليس من السهل الحصول على هذا الأجر العظيم!
اعمل للرسالة Forward بس وأنت تحصل على الثواب الكبير بأمر الله.
جزاك الله الخير وبارك بك
الجواب/
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عِبَادة ، والاستغفار عِبَادة ،
والعِبادات تَوقيفية “ كما يَقول أهل العِلْم “
أي :
أنه لا يُفعل شيء إلاَّ بِدليل ، فالعبادات مُبنِيَّة ومُتوقِّفَة على الدليل .
وذلك أنَّ مِن شرط قبول العمل مُتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العَمل ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ .
رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم :
مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ . رواه مسلم .
أي : فهو مردود عليه ، غير مُتقَبَّل .
وقد نص العلماء على أن المتابعة لا تتحقق إلاَّ بِسِـتَّـة أمُور :
الأول : سبب العبادة
الثاني : جنس العبادة
الثالث : قَدْر العبادة
الرابع : صِفة العبادة
الخامس : زمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان )
السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن )
فإذا حُدِّدَتْ عِبادة بِزمان أو مكان لم يُحَدِّده الشارع ، فهو مِن قَبِيل البِدَع .
وتسجيل دُخول المنتدى أو تسجيل الحضور اليومي ونحو ذلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار مِن البِدَع الْمحُْدَثَة .
وذلك لأنَّ مِن تعريف البِدْعَة “ كما يقول الإمام الشاطبي “
مُضَاهاة الطريقة الشرعية . أي : مُشَابَهَة الطريقة الشرعية .
وهذا التعريف مُنْطَبِق على ما ها هنا مِن تسجيل الحضور بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار ، أو بِغيره من الأذكار .
وذلك لأن الطريقة الشرعية في دُخول المساجد أن يَبدأ الداخل بذِكْر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا فَعَل ذلك في غيره مِن الأماكن فقد شَابَه الطريقة الشرعية بأمر اختَرَعه مِن عنده ، وهذا يجعله في حَيِّز البِدَع الْمُحْدَثَة ، التي يأثم صاحبها بِفعلها ، في حين يَظنّ أنه يُؤجَر !
وأمر آخر ، أنه ليست العِبرة بكثرة الحسنات ،
ولا بكثرة العمل بِقَدْر ما يَكون الاعتبار بِقَبُول العَمَل الْمُتَرَتِّب على حُسْن العمل ،
وقد قال تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) .
وسُئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالى : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) قال :
هو أخلص العمل وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟
قال : إن العمل إذا كان خَالِصًا ولم يكن صَوابا لم يُقْبَل ،
وإذا كان صوابا ولم يكن خَالِصًا لم يُقْبَل حتى يكون خالصا وصوابا ،
فالخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .
وكانتْ عِناية سلف الأمة بِقَبُول العمل ، وليس بكثرة الحسنات وعَدِّها !
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ،
فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال :
لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم
لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة .
ومِمَّا أهمَّهم المحافظة على حسنات العمل ، وإن قَـلّ .
فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتفعل ، وتصّدّق ، وتؤذي جيرانـها بلسانـها ، فقال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم : لا خير فيها هي من أهل النار .
قيل : وفلانة تصلى المكتوبة ، وتصّدق بأثوار ، ولا تؤذي أحداً ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة .
رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك . وهو حديث صحيح .
فليست العِبرة بأداء العمل ، بِقدر ما هي العِبرة بقبول العمل ،
ثم المحافظة على حسنات ذلك العمل من أن تذهب أو تضيع !
فلا يَجوز تسجيل الحضور ولا تسجيل دُخول المنتديات بشيء مِن الأذكار ،
سواء كان بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار ،
أو بشهادة أن لا إله إلا الله ، أو بغيرها من الأذكار .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
يغلق الموضوع بعد البيان
ويلغى التثبيت