تكريم المرأة في الإسلام كرّم الإسلام المرأة وأعلى من شأنها سواءً كانت أُمّا أو أختا أو بنتا أو زوجة ومن ذلك أنّه أمر الأزواج بالرِّفق بهن وحُسن معاشرتهن ونهى وليّها أن يُزوّجها لرجل لا تُريده وجعل لها نصيباً من الميراث بعد أن كانت محرومة منه ورحمة الإسلام بها تتعدّى ذلك إلى العديد من المظاهر إذ أوجب لها المهر ومنع وليّها أنْ يأخذ منه شيئا وأسقط النفقة عنها وممّا يدُلّ على تكريم الإسلام للمرأة أنّ في القرآن سورة تناولت كثيراً من الأحكام الخاصة بهن وقد سُمّيت بسورة النّساء.[1] وقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في أهليّة الأداء والوجوب، وأثبت لها الحقّ في التصرُّف كحقّ التملُّك وحقّ الشراء والبَيع كما جعل الله ميزان التفاضل بين البشر التقوى والعمل الصالح دون نظر إلى الجنس لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىظ° وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا غڑ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [2] بالإضافة إلى أنّ الإسلام حرص على تعليم المرأة وذكرها في القُرآن جنباً إلى جنب مع الرجل في آيات كثيرة [3] ومن أعظم الصُّور التي يتجلّى فيها تكريم المرأة أنّ الإسلام أوصى الرجال بهن لقول النبيّ صلّ الله عليه وسلّم-: (واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَع وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاه فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَه وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَج فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا).[4][5] وصية الرسول بالنساء في خطبة الوداع اهتمّ الإسلام بالمرأة وأوصى النبيُّ بها وخاصّة في خطبة الوداع إذ قام النبيّ خطيباً في الناس ونادى بحقّ المرأة وأوصى بها خيرا فقال: (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ) [6] وحذَّر من التقصير في حقّها لأنّها أمانة من الله عند الرجل فلا يجوز له الغدر بها أو خيانتها، ومن وصايا النبيّ بها أنّه جعل المُحافظة عليها من ضرورات الإسلام الخمس وإحداها حفظ العِرض فلا يجوز قُربها إلّا بالزواج الشرعيّ الحلال [7] وممّا يؤكّد استمرار وصية النبيّ بالنساء إلى يوم القيامة أنّ الوصيّة منه جاءت بلفظ (استوصوا) والذي يُفيد الاستمراريّة أي ليُوصي منكم الآخر فلو قال (أوصيكم) لكانت الوصية مُقتصرة على زمن النبيّ والصحابة.[8] وذُكِرَ في معنى الوصيّة أو الاستيصاء بالنساء في الأحاديث أنّه الطلب بقبول الوصية أي كأنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام يقول أوصيكم فاقبلوا هذه الوصية وممّا جاء في معنى الاستيصاء بالنساء إرادة الخير للنساء وفِعل الخير لهنّ [9] وهذه وصية عامّة وخطاب مُوجَّه من النبيّ صلّ الله عليه وسلّم إلى كلّ رجل سواء كان أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا أو غير ذلك.[10]