متلازمة التحذلق اللغوى
هو اضطراب مرتبط بالاضطراب الوسواسي القهري لدى الفرد حيث يشعر المصاب بهذا الاضطراب برغبة دائمة في تصحيح جميع الأخطاء النحوية و الإملائية للآخرين و يبدو عليه القلق من رؤيته لتلك الأخطاء النحوية.
تعريف المتلازمة
مصطلح نفسي يطلق على اضطراب يشعر المصاب به برغبة دائمة في تصحيح جميع الأخطاء النحوية والإملائية للآخرين، وهو نوع من اضطرابات الوسواس القهري، وهم بذلك يجدون صعوبة في بناء علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين بسبب حرصهم الشديد على مراجعة أخطاء الاخرين باستمرار مبالغ فيه.
أصل التسمية
اضطراب الهوس اللاإرادي Obsessive Compulsive Disorder OCD و يسمى كذلك اضطراب الاعتراض الدفاعي Oppositional Defiant Disorder ODD و قد أجمع الباحثون على تسمية هذا النوع من الاضطراب النفسي المتعلق بكثرة تصحيح الآخرين لغوياً باسم "متلازمة التحذلق اللغوي grammatical pedantry syndrome .
الجين المتحذلق
يشير الدكتور الأمريكي دنيس بارون
وهو عالِم ومستشار لغويات ومتخصص في قواعد اللغة الإنجليزية، يشير إلى أن هناك جين يعرف باسم "جين قواعد اللغة" يتسبب في ظهور بعض المشاكل اللغوية لدى حامله و هو المسؤول عن جعل بعض الأشخاص يكثرون من تصحيح التركيبات اللغوية لدى الآخرين.
و يضيف الدكتور بارون أن اكتشاف العلماء لهذا الجين بالإضافة إلى المزيد من الأدلة العلمية من خلال الأشعة المقطعية للمخ ، سيؤدي إلى اكتشاف علاجات مناسبة لـ "متلازمة التحذلق اللغوي" في المستقبل، و سيكون فيه إنقاذ لمن يعانون من هذا الاضطراب، و إنقاذ كذلك للناس المحيطين بهؤلاء "المتحذلقين" لغويًا من كثرة تحذلقاتهم المزعجة.
الدراسات العلمية
بحسب الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ميشيغان الأمريكية، ونُشرت مؤخرًا، أن البعض يقع في الأخطاء الكتابية بسبب الكتابة على الكيبورد أو عدم العلم بقواعد اللغة أو ببعض الكلمات، إلا أن هذا ليس مبررًا على الإطلاق لمن يصححون الأخطاء دائمًا.
وأجريت الدراسة على 80 شخصًا من خلفيات متنوعة، لمحاولة الكشف عن الأشياء المشتركة بين الأشخاص الذين يميلون إلى تصحيح الأخطاء اللغوية دائمًا.
وتوصل القائمون على الدراسة إلى أن الذين يميلون إلى هذا السلوك، وينزعجون من رؤية الأخطاء اللغوية أمامهم، يغلب عليهم الانطواء.
وكان القائمون على الدراسة قد أرسلوا رسالة على بريد العديد من الناس، حيث كانت مليئة بالأخطاء، وعقب تسلّم الردود المتعلقة بالأخطاء، قام الباحثون بإرسال عدد من الأسئلة لاستكشاف شخصيات هؤلاء، وهنا اكتشف العلماء أن شخصية هؤلاء الأشخاص "انطوائية" أكثر من غيرهم.
وفي نفس السياق، قال دنيس براون، أستاذ اللغة الإنجليزية واللغويات في جامعة إلينوي الأمريكية، إن عادة تصحيح الأخطاء اللغوية بشكل مبالغ فيه يعد اضطرابًا نفسيًا وليس عادة مزعجة فحسب كما يتصور البعض.
وأضاف بروان، أن هذا الاضطراب النفسي هو أحد أنواع الوسواس القهري، ويسميه الباحثون Grammatical Pedantry Syndrome "متلازمة التحذلق النحوي".
كما أكد أستاذ علم النفس بكلية لندن الجامعية، أدريان فورنهام Adrian Furnham
، في مقالة على موقع " Psychology Today"، أن الأشخاص المصابون بمتلازمة التحذلق النحوي، بطيئون ويحبّون دائمًا أن يروا آراءهم صحيحة في كل الأمور، بالإضافة إلى انخفاض ذكائهم العاطفي وإبداعهم المنعدم.
تصوير بالرنين المغناطيسي
أظهر الرنين المغناطيسي الوظيفي للغة علامات لنشاط الدماغ شائع أيضًا في مرضى OCD / ODD ، بالإضافة إلى العديد من المفاجآت: كانت مناطق (منطقة فيرنيك و باحة بروكا)
، و هما أجزاء من الدماغ المرتبطة باللغة ، أصغر أو تعرض نشاطًا منخفضًا في قواعد اللغة حيث قامت التجربة على دراسة الأدمغة أثناء عرض رسائل نصية تتخللها جملة من الأخطاء لغوية لتبين نشاط الأدمغة المصابة.
التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي من العقول العادية و GPS ، من مجلة علم النحوية الإدراك ، التي تستخدم بموجب إذن.
الوسواس القهري
إذن هي متلازمة تولد داخل الشخص رغبة ملحة في تصحيح ما حوله فيتم تجاهل جميع ما كُتب من أفكار ومواضيع ويدقق في إملائك. وبناء على ما تم طرحه من قبل فقد تم تصنيف ردود أفعال الناس إلى قسمين:
هناك من يؤيد تلك الدراسة و يؤيد تصنيفها ضمن فئة اضطراب الوسواس القهري.
و هناك من يعارض ذلك وبشدة، خصوصًا بعد ملاحظتهم لضعف اللغة بسبب تدخل التكنولوجيا فأصبح من الواجب أن يتم تصحيح وتقويم ذلك الضعف الغير مرغوب فيه.
حيث يعرف الوسواس القهري
في الاوساط العلمية على أنه اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب أنّ فكرة معيّنة تلازمه دائمًا وتحتلّ جزءًا من الوعيوالشعور لديه وذلك بشكلٍ قهري، أي أنّه لا يستطيع التخلّص أو الانفكاك منها، مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر، أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر، أو أن تسيطر فكرة ما على الذهن بشكل لا يمكن التفكير بغيرها. كما يعرّف الوسواس القهري بأنّه فكر متسلّط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومته، رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته؛ ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به.