الضّفدعُ الأصمّ !
قررتْ مجموعة من الضفادع أن تقيم مسابقة فيما بينها
وكانت المسابقة تقضي أن الضفدع الذي يتسلق البرج
يكون هو الضّفدع الفائز
تجمّعت الحشود في اليوم التالي
وعلتْ أصوات الضفادع قائلة :
مستحيل أن يستطيع أحد تسلّق هذا البرج
بدأ السّباق وأخذت الضفادع تتسلّق
والجمهور يقول : مستحيل لن ينجح أحد
أخذت الضّفادع تتساقط واحداً تلو الآخر
بعضهم يسقط من التّعب
وبعضهم يسقط لما يصيبه من الإحباط من صوت الجمهور
وعندما سقطتْ كلّ الضّفادع
بقي ضفدع واحد يتسلّق بهمّةٍ ونشاط
كانت الأصوات تعلو أكثر فأكثر :
مستحيل أن يصل إلى القمّة
ولكنّ الضّفدع تابع تسلّقه بخفّة ورشاقة إلى أن وصل
وعندما نزل سأله الجميع : كيف استطعت الوصول ؟!
وكانت دهشتهم عظيمة عندما اكتشفوا
أن الضّفدع الفائز كان أصمّاً !
•الدّرس الأوّل :
هذه الحياة مليئة بأصوات الإحباط
فلا تصغِ إليها
البعض كالضفادع لا شيء يثبت وجودهم سوى نقيقهم
وتذكّر دوماً أنّ الأعلى صوتاً هو الأضعف أثراً
تضع الدّجاجة بيضة واحدةً
فيعرف الجميع أنّ الدجاجة تبيض
وتجمع نملة مؤونة شتاءٍ كامل
فلا يدري عنها أحد.
الطّبلُ أعلى الآلات الموسيقية صوتاً
لأنّه أجوف !
وهكذا هم النّاس : أعلاهم صوتاً أكثرهم فراغاً
•الدّرس الثّاني :
لا يُقذفُ بالحجارة إلا الشّجر المثمر
الشّجر العاقر لا يلتفت إليه أحد
فإذا قذفكَ العاقرون بحجارة النّقد
فاعرف أنّك مثمر
أنتَ تُذكّرهم بنقصهم
فالفاشلُ يريدُ للكل أن يكونوا نسخة منه
والمستسلم يريد للكل أن يضعوا أيديهم على خدودهم
وكلما علا صراخهم
اعرفْ أنّك في الطريق الصحيح
كلّ العظماء مشوا يوماً عكس التّيار
لأنّ الطريق الذي يسلكه الجميع ليس بالضرورة طريقا صائبا
فلا تتنازل عن حقّ تراه
أحياناً الطريق الوحيد لتكسب نفسك
هو خسارة البعض !
فلا تتمسك بالجميع ، البعض ليسوا إلا عقبات !
.
.
•الدّرس الثّالث :
لا تنظر إلى نفسك في عيون مُحبّيك فقط
المُحبّون مُحابون أحياناً
فلا تزهد بمبغضيك !
هؤلاء هم الأقدر على اكتشاف عيوبك
فالأحباب كالنّحل لا يحطّ إلا على الأزهار
والمبغضون كالذّباب لا يحطُّ إلا على قذارة
فكم أنك تتعزى بحنان محبّيك
استفد من قسوة مبغضيك
ولكن إياك أن تجعلهم ينالون منك
اصنع من الحجارة التي يرمونك بها جسراً للعبور
ومن المطبّات التي يضعونها في طريقك محطة للاستراحة
وستستريح كثيراً عندما تعرف أنّ في الأرض أشجار لا تعطي إلا الشّوك
وهكذا بعض النّاس !
•الدّرس الرّابع :
عندما قال " جاليلو جاليلي " أنّ الأرض تدور
أحضره القساوسة إلى قاعة محكمة الكنيسة في روما
وألبسوه الخيش وجعلوه يجثو على ركبتيه
ويتراجع عن هرطقته هذه وإلا أحرقوه !
وعندما خرج من المحكمة
ضرب الأرض برجله وقال : ولكنّها تدور !
يمكن للمجتمع أن يكون مريضاً بأكمله ولا يريد أن يشفى !
لهذا أُلقي نبي الله إبراهيم عليه السّلام في النّار
وطُرد نبي الله محمّد صلى الله عليه واله وسلم من مكة
فهل تراجع هؤلاء
هل ألانت النار عزيمة نبي الله إبراهيم ؟!
وهل صرف الطّرد نبي الله محمداً صلى الله عليه واله وسلم عن الرسالة التي جاء بها ؟!
الأفكار العظيمة لا بُدّ لها من تضحيات !