الســـــــلطان العــــــــــــــادل
كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز يشكو إليه من خراب مدينته، ويسأله مالا يرممها به. فكتب إليه عمر: قد فهمت كتابك، فإذا قرأت كتابي فحصن مدينتك بالعدل، ونقِ طرقها من الظلم فإنه مرمتها (اصلح) والسلام.
ومن كلام كسرى: (لا ُملك إلا بالجند، ولا جند إلا بالمال، ولا مال إلا بالبلاد، ولا بلاد إلا بالرعايا، ولا رعايا إلا بالعدل).
ويروى أن يهوديا قال لعبد الملك بن مروان: يا أمير المؤمنين إن بعض خاصتك ظلمني فأنصفني منه، وأذقني حلاوة العدل. فأعرض عنه. فوقف له ثانيا فلم يلتفت إليه، فوقف له مرة ثالثة وقال له:
يا أمير المؤمنين إنّا نجد في التوراة المنزلة على كليم الله موسى، أن الإمام لا يكون شريكاً في ظلم أحد حتى يرفع إليه، فإذا رُفع إليه ذلك ولم يُزله، فقد شاركه في الظلم والجور. فلما سمع عبد الملك كلامه فزع وبعث في الحال إلى من ظلمه فعزله وأخذ لليهودي حقه.