نصيحتك غالية .. ولكن
زوجتي الغالية لا أَشكّك في نيتك حينما تنصحينني نصيحة ما
كأن تطلبين مني ترك كلمة غير مناسبة تتردد على لساني بين وقت وآخر
أو توجهينني إلى هجر حركة تصدر عني وترينها غير لائقة
أو ترشدينني إلى واجب اجتماعي تلاحظين تقصيري فيه .
أعلم يقيناً أنك حريصة على أن يكون زوجك مثالياً ، وأنك تريدين أن تفخري بي أمام الناس ، ولا ترضين أن ينتقدني أحد .
أعلم هذا ولا أنكره.
لكني
مثل أكثر الرجال
لا يتقبلون النصح المباشر من زوجاتهم اللواتي يلبسن ثوب الآمر أو المعلِّم أو الناقد
فهم يرون في هذا لوناً من ألوان الفوقية التي ينفرون منها
فيعاندون زوجاتهم فلا يأخذون نصحهن .
ولعلك تسأليني
كيف أنصحك إذن ؟
ما الأسلوب الذي يرضيك أن أنبهك إلى ما أراه غير لائق بك ، أو ليس مناسباً لك ؟!
وحتى أوضح لك الأسلوب الذي أفضله ، ويفضله معي معظم الرجال
أسألك عما يفعله طبيب الأسنان حين يريد أن يخلع ضرسك ؟
ألا يخدر فمك حتى لا تشعري بالألم ؟
كذلك حين تريدين خلع كلمة أو حركة غير مناسبتين ، أو تذكيري بواجب لم أقم به ، أو غير ذلك
ابدأي بالثناء عليَّ
والتعبير عن تقديرك لي
كأن تقولي حين تذكرينني بواجب :
أعلم حرصك على صلة رحمك ولهذا أرجو أن تتصل بأختك وتصالحها فأنت أعقل منها ، وأكبر من أن تعاقبها على ما صدر عنها . وهكذا
فإني أتمنى أن تبدأي كثيراً من نصائحك بقولك ( أتمنى لو أنـك … ) ، أو ( ليتك تقوم … ) ، أو ( ما رأيك في أن … ) ، بدلاً من ( يجب عليك … ) أو ( ينبغي أن تقوم بـ … ) ، أو ( كيف تهمل … ) وغيرها من الكلمات التي قد تجعلنا نرفض ما يأتي بعدها .