ﻛﻴﻒ تحسن ﻣﻦ نفسك
ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ
ﻳُﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﻤﻮ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ :
ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﻜﻞ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ .
ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﺰﻻﺕ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺧﻄﺎﺀ ﺑﻄﺒﻌﻪ .
ﺣﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺤﺒﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﻳﺤﺒﻮﻥ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ .
ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﻭﺳﻤﺎﺕ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .
ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻷﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻣﺜﻞ ﺇﺯﺍﻟﺔ اﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺮﻙ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺢ ﺍﻟﻐﻴﺮ .
ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ
ﻣﻦ ﺳﺒﻞ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﻷﻥ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﺤﻤﻴﻠﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﺃﻣﺎ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﺻﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻓﻀﻞ .
ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻀﺐ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻭﺧﻼﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺗﻌﻘﺪﻳﺎً ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺗﻀﺮ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ .
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ، ﻭﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﻴﻦ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻪ ﻟﻬﻢ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺎﺭﺣﺔ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺗﺆﺫﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﺴﺒﺐ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻓﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ .
ﺍﻟﺼﺪﻕ
ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﺤﺴﻴﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺮﻳﺤﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ، ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌِﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻷﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺬﺏ