قصة مكذوبة وحديث موضوع
(الإمام بن حنبل وأحد تلامذته وقيام الليل بالقرآن كاملاً)
القصة المكذوبة:
--------------
يروى : أن الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر فأراد الإمام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى إليه وقال : بلغني عنك أنك تفعل كذا وكذا ...فقال : نعم يا إمام قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن وكأنك تقرأه علي .. أى كأنني أراقب قراءتك ... ثم أبلغني غدا فأتى إليه التلميذ في اليوم التالي وسأله الإمام فأجاب لم أقرأ سوى عشرة أجزاء فقال له الإمام : اذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ثم جاء إلى الإمام في اليوم التالي وقال يا إمام .. لم أكمل حتى جزء عم كامل فقال له الإمام : إذن اذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل فدهش التلميذ ثم ذهب في اليوم التالي ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد فسأله الإمام : كيف فعلت يا ولدى ؟ فأجاب التلميذ باكيا : يا إمام ...والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل .
يقول الله عز وجل فى حديث قدسى شريف: يا عبادي ان كنتم تعتقدون أنى لا أراكم فذاك نقص فى ايمانكم وان كنتم تعتقدون أنى أراكم فلم جعلتمونى أهون الناظرين اليكم؟!!!
===================
القصة غير صحيحة والحديث القدسي المذكور موضوع.
* قالت اللجنة العلمية بشبكة السنة النبوية:
الحديث القدسي: يقول الله عز وجل: يا عبادي: إن كنتم تعتقدون أني لا أراكم.....)
هذا ليس بحديث قدسي، وقد ذكره ابن رجب في العلوم والحكم،
وذكره غيره، ونسبوه إلى بعض العارفين،
وقد نسبه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو خطأ. ا.هـ
* قال الشيخ الدكتور خالد عبد العليم متولي:
القصة المذكورة في الرسالة لا علاقة للإمام احمد بن حنبل بها ،
ولا يوجد في مناقبه وكتب التراجم التي ترجمت سيرته أي ذكر لهذه القصة ،
فهذا تدليس في الرواية ونسبة كلام لأشخاص لم يقولوه ،
فهي منسوبة لأحد الحكماء دون ذكر اسمه ،
أو تنسب لرجل من السلف الصالح اسمه سالم الخواص وذلك على النحو التالي :
1- فهذه الرواية جاءت في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي غير منسوبة
لأحد بل إلي بعض الحكماء ، قال الغزالي ما نصه :
" ولذلك قال بعض الحكماء : كنت أقرأ القرآن فلا أجد له حلاوة
حتي تلوته كأني أسمعه من رسول الله يتلو علي أصحابه .... "
( المرجع : إحياء علوم الدين للغزالي : ج3/520 كتاب آداب التلاوة ، الباب الثالث في أعمال الباطن في التلاوة . طبعة دار الشعب ) .
2- في رواية أن هذه القصة منسوبة لسالم الخواص :
كنت اقرأ القرآن فلا أجد له حلاوة، فقلت: اقرأ كأنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فجاءت حلاوة قليلة ثم قلت: اقرأ كأنك تسمعه من جبريل،
وهو الذي نزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فازدادت الحلاوة، ثم قلت: اقرأ كأنك تسمعه منه تبارك وتعالى
حين تكلم به، فجاء الحلاوة كلها.
( المرجع : ربيع الأبرار للزمخشري : ج1/153 النسخة المرقمة آليا من موقع الوراق ) .
والله تعالى أعلم .
فحتى الرواية التي ذكرت في المراجع السابقة، مختلفة.
فلا يجوز تداول هذه القصة ولا ما هو مزعوم أنه حديث ولا نشرها إلا للتحذير منها.
والله أعلم
ميسرة أحمد عبد الله