كان منزلُ
أبي أيوبَ
يتألَّفُ من
طَبَقَةٍ فَوْقَها عُلِّيَّة..

فأخْلَى العُلِّيةَ
من مَتاعِه
ومتاع أهلِه
ليْنزِلَ فيها
رسولَ اللّهِ ï·؛..

لكِنَّ النبيَّ ï·؛
آثرَ عليها
الطبقةَ السُّفْلَى..

فامتثلَ
أبو أيوبَ لأمْرِه
وأنزلَهُ حيثُ أحَـبَّ..

ولما أقْبَلَ الليلُ
وأوَى الرسول ï·؛
إلى فراشِه..
صَعِدَ أبو أيوبَ
وزوجُه
إلى العُلِّيَّةِ..
وما إن أغلقا
عليهما بابَهما
حتَّى التفَت أبو أيوب
إلى زوجتِه وقال:
ويْحَكِ، ماذا صَنَعْنَا ؟!!
أيكونُ رسولُ اللّه ï·؛
أسفلَ
ونحن أعْلَى منه؟!!
أنمشي
فوقَ رسولَ اللّه ï·؛؟!
أنصيرُ
بين النَّبِيِّ والوَحْي؟!
إنَّا إذَنْ لهَالِكون !!!

وسُقِطَ في أيدي
الزوْجين
وهُما لا يدْرِيان
ما يفعلان!!

ولم تَسْكنْ
نفساهما
بَعْضَ السُّكونِ
إلا حينَ انْحازا
إلى جانبِ العُلِّيَّةِ
الذي لا يَقَعُ
فوقَ رسولِ اللّه ï·؛
والتَزَماه
لا يَبْرَحانِه
إلا ماشِيَيْن
على الأطرَافِ
مُتباعِدَين عن الوَسَط ِ!!


فلما أصْبَحَ أبو أيوب
قال للنبي ï·؛ ِّ:
واللّهِ ما أغْمضَ لنا جفنٌ
في هذه الليلةِ
لا أنا ولا أمّ أيوب َ!!

فقال ï·؛ُ:
ومِمَ ذاكَ يا أبا أيوبَ؟!

قال أبو أيوب:
ذكرتُ أني
على ظَهرِ بيتٍ
أنتَ تحتَـه..
وأني إذا تحَرَّكتُ
تَنَاثَرَ عليك الْغُبَارُ
فَآذاك..
ثم إني غَدَوْتُ
بينَك وبينَ الوَحي..

فقال له الرسول ï·؛ُ:
هوِّن عليك يا أبا أيوب
إنَّه أرْفَقُ بنا
أنْ نكونَ في السُّفْلِ
لِكَثْرَةِ من يَغشانا
من النَّاسَ..

قال أبو أيوبَ:
فامتَثَـلْتُ
لأمْرِ رسولِ اللّه ï·؛
إلى أن كانَت
ليلةٌ باردةٌ
فانكَسَرَتْ لنا جَرَّةٌ
وأريقَ ماؤها
في العُلِّيَّة..
فقمتُ إلى الماءِ
أنا وأمُّ أيوبَ..
وليسَ لدينا
إلا قطيفَةٌ
كُنَّا نَتَّخِذُها لِحَافاً..
وجَعَلْنَا
نُنشِّفُ بها الماءَ
خَوْفاً مِنْ أنْ يَصِلَ
إلى رسولِ اللّه ï·؛..

فلما كان الصباحُ
غدوتُ على الرسولِ ï·؛

وقلتُ :
بأبي أنتَ وأمِّي
إني أكْرَهُ
أنْ أكونَ فوقَكَ
وأن تكـونَ
أسفَلَ مني
ثم قَصصْتُ عليه
خَبَرَ الجرَّةِ..

فاسْتَجَاب لي
وصَعِدَ إلى العُلِّيةِ
ونَزَلْتُ أنا وأمُّ أيوبَ
إلى السُّفْلَ...