معاذ بن جبل
(رضي الله عنه)
عندما كان
الرسول ﷺ
يبابع الأنصار ..
بيعة
العقبة الثانية ..
كان يجلس
بين (السبعين)
الذين
يتكوّن منهم
وفدهم ..
شاب ..
مشرق الوجه !! ..
رائع النظرة !! ..
برّاق الثنايا !! ..
يبهر الأبصار !! ..
بهدوئه !! ..
وسمته !! ..
فاذا تحدّث
ازدادت الأبصار
انبهارا !! ..
ذلك كان
(معاذ بن جبل)
رضي الله عنه !! ..
هو إذن ..
رجل من الأنصار !! ..
بايع
يوم العقبة الثانية ..
فصار
من السابقين
الأولين !! ..
ورجل
له مثل
أسبقيته !! ..
ومثل إيمانه !! ..
ويقينه !! ..
لا يتخلف
عن رسول الله ﷺ
في مشهد ..
ولا في غزوة ..
على أن
آلق مزاياه ..
وأعظم خصائصه ..
كان فقهه !! ..يمنع
فقد بلغ
من الفقه ..
والعلم ..
المدى
الذي جعله أهلا
لقول الرسول ﷺ عنه:
(أعلم أمتي بالحلال والحرام:
معاذ بن جبل) !! ..
وكان شبيه
(عمر بن الخطاب)
في استنارة عقله !! ..
وشجاعة ذكائه !! ..
سأله الرسول ﷺ
حين وجهه
إلى اليمن:
(بم تقضي يا معاذ؟)..
فأجابه قائلا:
(بكتاب الله) ..
قال الرسول ﷺ:
(فان لم تجد في كتاب الله؟)..
قال:
(أقضي بسنة رسوله)..
قال ﷺ:
(فان لم تجد في سنة رسوله؟!)..
قال معاذ
" أجتهد رأيي
ولا آلوا"..
فتهلل
وجه الرسول ﷺ
وقال:
" الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله"!!..
فولاء (معاذ)
لكتاب الله ..
ولسنة رسوله ﷺ ..
لا يحجب عقله !! ..
عن متابعة رؤاه !! ..
ولا يحجب
عن عقله
تلك الحقائق !! ..
الهائلة !! ..
المتسترّة !! ..
التي تنتظر
من يكتشفها !! ..
ويواجهها !! ..
ولعل
هذه القدرة
على الاجتهاد ..
والشجاعة
في استعمال
الذكاء !! ..
والعقل !! ..
هما اللتان
مكنتا (معاذا)
من ثرائه الفقهي !! ..
الذي فاق به
أقرانه !! ..
وإخوانه !! ..
حتى صار
كما وصفه
الرسول ﷺ:
" أعلم الناس بالحلال والحرام".
وإن الروايات
التاريخية ..
لتصوره
العقل المضيء !! ..
الحازم !! ..
الذي يحسن
الفصل في الأمور !! ..
فهذا (ابن عبدالله)
يحدثنا أنه
دخل المسجد يوما
مع أصحاب الرسول ﷺ
في أول
خلافة عمر
قال:
" فجلست مجلسا
فيه (بضع وثلاثون)
كلهم يذكرون
(حديثا) عن الرسول ﷺ
وفي (الحلقة) شاب
شديد الأدمة ..
حلو المنطق ..
وضيء ..
وهو أشبّ القوم
سنا !! ..
فإذا
اشتبه عليهم
من الحديث شيء ..
ردّوه إليه
فأفتاهم !! ..
ولا يحدثهم
إلا حين يسألونه ..
ولما قضي
مجلسهم
دنوت منه
وسالته :
من أنت يا عبد الله؟!!
قال: أنا
(معاذ بن جبل)".!! ...