مستشفى الايمان للاستعداد لرمضان
(خطوات نحو القرب)
الله سبحانه وتعالى القريب يناديكِ فاقتربي منه خطوة يقترب منكِ خطوات
ما إن تتحركِ خطوة نحوه سبحانه بتوبة، بذكر، أو بصلاة، أو بصدقة، أو بتلاوة قرآن ،
أي عمل صالح، ما إن تتحركِ نحو الله خطوة إلا وجدت الله عز وجل يغمرك بفضله
:p::p::p:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ
يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا
تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ))
[مسلم عن أبي هريرة]
:p::p::p:
وأهم خطوة نحو القرب منه سبحانه والاستعداد لهذه الأيام المباركة
المحافظة على الصــلاة في وقتها والاكثار من النوافل وكثرة السجود
الصلاة هي وسيلة القرب الكبرى ، وليس بين العبد
وبين ذلك إلا أن يقبل على الله بوجهه ولا يلتفت ،
ثم يسجد فيزداد قرباً ، ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب )
[ العلق :19 ]
فالصلاة أعظم قربة إلى اللَّه حيث وجه إليها
الرسول صلى الله عليه وسلم من أول الأمر
وقال صلى الله عليه وسلم :
( أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد ) .
:p::p::p:
إن لحظات السجود والقرب من الله هي ساعات
كرم الله وبركته وعطائه الذي لا حدود له .
قال صلى الله عليه وسلم :
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )
رواه مسلم .
:p::p::p:
وقال الله سبحانه ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب)
فمنَ الطاعات التي تزيد العبدَ اقترابًا من الله - جَعَلَنَا الله وإياكم من عباده القريبين المقربين -:
عبادة السجود:
السجودُ في الصلاة، سجود الشكر، سجود التِّلاوة.
ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم، وهو أقْرب العالمين منزلةً من ربِّه في الجنة -
حين سأله ربيعة بن مالك: أسألك مرافقتك في الجنة، قال:
((فأعِنِّي على نفسك بكثْرة السُّجود))،
((إنك لا تسجد لله سجْدة إلاَّ رفعك اللهُ بها درجة))
حديث صحيح.
فيترقَّى العبدُ بكثرة سجوده إلى منازل النبيين والصديقين.
فعليكِ حبيبتي بالمحافظة على صلاتكِ في وقتها واسجدي
واطيلي في السجود واقتربي لترتفعي
الدعـاء وخاصة في جوف الليل الآخر
فإذا أسدل الليلُ ستره، فهدأتِ الجُفُون، وتلاحَمَت النُّجوم، وبقي من الليل ثُلُثه،
فهذا أوان نزول الرَّبِّ - جل وعلا – واقترابِه؛ كما ثَبَتَ في الصَّحيحَيْنِ وغيرهما:
أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
((ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا،
حين يبقى ثُلُث الليل الآخر، فيقول: مَن يدْعوني فأستجيب له؟
مَن يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له؟)).
:p::p::p:
وجاء عند التِّرمذي والنَّسائي والحاكم، وهو حديثٌ صحيح:
((أقرب ما يكون الربُّ من عبده في جوف الليل الآخر؛
فإنِ استطعْتَ أن تكون ممن يذْكُر الله في تلك الساعة، فكُنْ)).
https://youtu.be/zyscHfSFBQ4
ذكــر الله تعالى
ومنَ القُرُبات التي يحظَى أهلُها بقُرْب الله تعالى عبادة الذِّكْر؛
يقول المصْطَفى - صلى الله عليه وسلم - يقول الله تعالى:
((أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحركت بي شفتاه))؛
رواه الإمام أحمد، وصحَّحه ابنُ حبَّان.
:p::p::p:
ويقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه الحديث قدسي يقول الله تعالى:
(( أَنَا عَنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرَنِي،
فإِنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي،
وَإِنْ ذَكَرَنِي في مَلإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ،
وَإِنْ اقْتَرَبَ إليّ شِبْراً اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِراعاً،
وَإِنِ اقْتَرَبَ إِليّ ذِرَاعاً اقْتَرَبْتُ إلَيْهِ بَاعاً،
وإنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ))
[ رواه أبُو مُعَاوِيَةَ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ]
:p::p::p:
فربط الله التقرب إليه بالذكر وكأن الخطوات الأولى في السير إليه سبحانه
لا تكون إلا بذكره وكأن من أحسن الظن بالله أكثر من ذكره
دندني أي شيء مما يلي بأي عدد تحبينه وكلما اكثرتِ كان أفضل :
(( سبحان الله - الحمد لله - لا إلٰه إلا الله - الله أكبر
- لا حول ولا قوة إلا بالله -
اللهم صل وسلم على نبينا محمد - رب اغفر لي ))
احرصي على المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم وغيرها
وأعظم ما تتقربين به إلى الله مجاهدة نفسكِ وشيطانك وترك ما يباعد عن الله
قال الحارث المحاسبي:« من كان يحب القرب من الله، فليترك مَا يباعد من الله تعالى»
فالقرب من الله في الآخرة يظهر في تفاوت الدرجات والمنازل، والمحبون أقربهم إليه
إذ كانوا في الدنيا أشدهم حبًّا له وأقرب إليه، فكافأهم بأن قرَّبهم في الآخرة،
والقرب من الله في الدنيا تكليف، لكنه في الآخرة أعظم مكافأة وتشريف.
عرف ربه القريب مَن تقرَّب إليه بما يرضيه. ما عرف ربه القريب مَن ابتعد عنه بمعاصيه.
الدعــوة إلى الله
قال ابن الجوزي:
« ألستَ تبغي القرب منه؟! فاشتغل بدلالة عباده عليه»
فكلما قرَّبت عبدًا من الله كلما قرَّبك الله منه فدلي الناس على الخير وقربيهم من الله يقربكِ الله ويعينك ويسددك
ووصيتي لكم الإكثار من الاستغفار وتجديد التوبة
فأسعدُ الناس بقُرب الله تعالى هم أهْل التوبة والاستغفار، والإنابة والافتقار؛
فهو - سبحانه جل في علاه - قريبٌ من عباده التائبين،
يُحب تضرعهم، ويفْرح بندمهم،
فهذا نبي الله صالح - عليه السلام - يدعو قومه ناصحًا وموجِّهًا:
{اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}
[هود: 61].
فعليكِ بوقفة محاسبة مع نفسك لتجددي فيها التوبة
والأوبة ولتكثري من الاستغفار بقلبك خاصة بهذه الصيغة
((أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ))
هذا الدعاء فيه استغفار عظيم، وتوسّلات جليلة،
ومعانٍ عظيمة في طلب المغفرة من رب العالمين
وإن كانت من أعظم الكبائر، كالفرار من الزحف
فإن الله يغفرها سبحانه وتعالى
القــرآن
قال خبّاب بن الأرت رحمه الله لرجل:
تقرب إلى الله تعالى ما استطعت،
واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.
فعليكِ أن تُصلحي من علاقتك بالقرآن تلاوة وحفظاً
وتدبراً وعملاً استعداداً لشهر رمضان المبارك
ولنا مع القرآن العظيم وقفات بإذن الله في الجرعات القادمة
إن قدر الله لنا البقاء واللقاء
أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقني وإياكم
لتناول هذه الجرعة العلاجية القوية لنتعافى
ونتقوي بها للاستعداد لشهر الخيرات