.ماهو دور الأهل في الحياة الزوجيه
دور محوري جدًا، وغالبا عندما يكون الأهل عقلاء ومُتزنين وأسوياء نفسيا ويشفقون على الصغار، فإن الحياة الزوجية تكمل مسيرتها (حتى لو الأزواج فيهم مشاكل).
لذلك فاختيار الأهل جزء لا يتجزَّأ من اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة، خصوصا لو كان الزوج أو الزوجة ممن يتأثرون بالأهل ويعتقدون أن لهم الحق في التدخل في تفاصيل الحياة، هنا يكون الفرار من هذا الاختيار نجاة.
عندما يستشيرني أحد الشباب في فتاة يراها صالحة أو فتاة تقدم لها شابٌ تراه صالحا ومناسبا، ولكن الأم كثيرة التدخل في حياة الآخرين، وتريد أن تفرض سطوتها وشخصيتها على البيت الصغير الناشئ، فأقول لهم:
إن العبرة بشخصيتك وشخصيتها، فإن كان الزوج قادرًا على امتلاك زمام الأمور، وكانت البنت على دراية بأهمية الحفاظ على خصوصية وأسرار وطريقة إدارة وتسيير أمور البيت الناشئ، فتوكلوا على الله.
أما الذي يخلط بين بر الأهل وبين أحقيتهم في التدخل في تفاصيل التفاصيل، ويقبل فرض رأيهم على البيت، فهذا زواج الأفضل عدم إتمامه إن كان الطرف الآخر لا يستطيع التأقلم مع هذه الحياة.
فمن الصعب والعسير أن يكون الزوج ذا شخصية قوية ومُحبا للخصوصية، ولا يحب تدخل أحد في حياته، ثم يفاجأ بأمِّ زوجته تمارس دور "ناظرة المدرسة" وتتعامل معه كأنه طفل عندها لا يسعه إلا اتباع الأمر وتنفيذه.
ومن الصعب والعسير أن تكون الزوجة محبة للخصوصية، وتخرج من بيت يعظم هذه الأشياء، ثم بعد ذلك تتفاجأ بأن أهل زوجها يتعاملون مع غرفة نومها مثلا وكأنها "مندرة الضيوف"، أو أن ممتلكاتها تكون مستباحة بدون إذنها، (وأي حاجة في شقة ابننا هي حاجتنا وكده).
هذه الأشياء في الوقت الحالي أصبحت تشكل نسبة لا يُستهان بها من نسب الطلاق في مصر، وبالتالي:
ألا يستدعي الأمر أن نقف معها وقفة قبل الزواج؟! وألا تُطوى هذه الأمور في خضم الانشغال بتجهيزات النيش، والـ ٤٥٠ فوطة، والشاشة الـ ٥٥ بوصة، ومن الذي عليه شراء الستائر ودواليب المطبخ والسجاد وتكاليف القاعة والفوتوسيشن؟
اختاروا الأهل وطباعهم كما تختارون الزوج نفسه، وانظروا؛ هل تستطيعون التكيف والتأقلم معهم، وكيف يرى الطرف الآخر دورهم وحدودهم في الحياة الزوجية، وكيفية التعامل حال تجاوز هذه الحدود، وابذلوا في هذه المسائل جهودا كالتي تبذلونها في الأشياء الأخرى أو أشد.
ونصيحة للأمهات:
زوج ابنتك ليس ابنك على الحقيقة، هو رجل له كلمة وقرار ورأي، وأنت بالنسبة له محل احترام، فكوني خفيفة قدر المستطاع، وأيضا: عاملي زوجة ابنك كما تُحبين أن تُعامل ابنتك أو أحسن، والتفرقة في هذا المقام تسيء إليك أنتِ أول الناس، قبل أي أحد.
وأيها الأب الكريم:
ينبغي أن تجد زوجة ابنك فيك شخصية الأب الذي تركته وجاءت إليك، الحب والعطف والشفقة والتقدير، فلا تعاملها كأنها آلة يجب أن تعمل ويكون لها إنتاج يومي، وإلا كان فيها كل العبر.
كذلك فإن زوج ابنتك هو المسؤول عنها بعد رحيلك من هذه الدنيا، وكم من أزواج أحسنوا لزوجاتهم وصبروا عليهنَّ، لأجل أن الوالد كان يعامله معاملة حسنة فترة الخطوبة وبعد الزواج، فأحسن إلى زوج ابنتك، يكن لك من الشاكرين.
ونصيحة للزوج والزوجة:
عاملوهم كما تعاملون آباءكم وأمهاتكم، واحتسبوا الأجر من الله، واصبروا إن رأيتم ما تكرهون قدر استطاعتكم، وأصلحوا الأمور بذكاء وفن، ولا تقلبوا الطاولة مع أول مشكلة، لأن علاقات النسب والمصاهرة أشبه بوعاء اللبن الصافي، إن تعكَّر فيصعب أن يعود كما كان.