صهيب بن سنان
(رضي الله عنه)
ولد بطلنا
لهذه الحلقة
في أحضان النعيم !! ..
فقد كان أبوه
حاكم (الأبلّة) ..
وواليا عليها لكسرى !! ..
وكان من العرب
الذين نزحوا
إلى العراق ..
قبل الإسلام ..
بعهد طويل ..
وفي قصره
القائم على
شاطئ الفرات ..
مما يلي
الجزيرة ..
والموصل ..
عاش (الطفل)
ناعما !! ..
سعيدا !! ..
وذات يوم ..
تعرضت البلاد
لهجوم الروم !! ..
وأسر المغيرون
أعدادا كثيرة !! ..
وسبوا ذلك الغلام
(صهيب بن سنان) !! ..
ويقتنصه
تجار الرقيق !! ..
وينتهي طوافه
إلى (مكة) !! ..
حيث بيع
(لعبد الله بن جدعان)
بعد أن قضى
طفولته وشبابه
في بلاد الروم !! ..
حتى أخذ
لسانهم !! ..
ولهجتهم !! ..
لذلك كان
يقال له:
(صهيب الرومي) !! ..
ويعجب سيده
بذكائه !! ..
ونشاطه !! ..
وإخلاصه !! ..
فيعتقه !! ..
ويحرره !! ..
ويهيء له
فرصة الاتجار معه !! ..يمنع
وذات يوم ...
ولندع صديقه
(عمار بن ياسر)
يحدثنا
عن ذلك اليوم
فيقول:
(لقيت
صهيب بن سنان
على باب
(دار الأرقم)
ورسول الله ﷺ فيها..
- فقلت له:
ماذا تريد؟ ..
- فأجابني:
وما تريد أنت؟..
-قلت له:
أريد أن أدخل
على (محمد)
فأسمع ما يقول !! ..
-قال:
وأنا أريد ذلك !! ..
فدخلنا على
الرسول ﷺ
فعرض علينا
الإسلام ..
فأسلمنا !! ..
ثم مكثنا
على ذلك
حتى أمسينا ..
ثم خرجنا
ونحن مستخفيان !! ..
عرف (صهيب)
طريقه إذن
إلى (دار الأرقم) !! ..
عرف طريقه
إلى الهدى !! ..
والنور !! ..
وأيضا إلى
التضحية الشاقة !! ..
والفداء العظيم !! ..
فعبور
الباب الخشبي
الذي كان
يفصل داخل
(دار الأرقم) ..
عن خارجها ..
لم يكن يعني
مجرّد تخطي (عتبة) !! ..
بل كان يعني
تخطي
حدود عالم بأسره !! ..
عالم قديم
بكل ما يمثله ..
من دين !! ..
وخلق !! ..
ونظام !! ..
وحياة !! ..
وتخطي
(عتبة دار الأرقم)
التي
لم يكن عرضها
ليزيد عن
(قدم واحدة) !! ..
كان يعني
في حقيقة الأمر
وواقعه
عبور
خضمّ من الأهوال !! ..
واسع !! ..
وعريض !! ..
واقتحام
تلك (العتبة)
كان إيذانا
بعهد زاخر
بالمسؤليات الجسام !! .
وبالنسبة للفقراء ..
والغرباء ..
والرقيق ..
كان اقتحام
(عقبة دار الأرقم)
يعني تضحية ..
تفوق
كل مألوف
من طاقات البشر !! ..
وان صاحبنا
(صهيبا)
لرجل غريب !! ..
وصديقه
الذي لقيه
على(باب الدار)
(عمّار بن ياسر)
رجل فقير !! ..
فما بالهما
يستقبلان الهول ؟!! ..
ويشمّران سواعدهما
لملاقاته ؟ !!