اقترب شهر رمضان..
فها هي الأيام تمضي ..
وها هو رمضان قد اقترب..
حاملا معه كما عودنا بشائر كثيرة ومنح عظيمة،
ما بين مغفرة للذنوب وعتق من النار،
ورفع للدرجات ومضاعفة للحسنات.
إنه يقترب .. نعم يقترب
ما أجمله ما أجمله ..
أشعر به
أكاد أشم رائحته
أكاد أسمع الآن صوته
كم أحب أن أرى حنين السماء إليه وقت الغروب
وكم أحب تلك اللحظات قبل السحور
وكم أحب فرحتي بفطوري .. وكم أحن إليك قرآني
الله ... الله
مرحـبًـــا أهـلاً وسـهلاً بالصـيام
يـــا حبيبًـا زارنــــا في كـل عام
قـــد لقينــاك بحــــب مفـعـــــــم
كل حب في سوى المولى حرام
فها هو شهر شعبان المُبارك يلملم خيوطه
لتظهر شمس رمضان المُبارك
مشرقة بحرارتها الدافئة ..
مشرقة بنورها المنير..
لتنيرأ نحاء الأرض بنور الإيمان..
الذى يملأ النفوس قرباً إلى الرحمن … ومسارعةً إلى الإحسان..
وتوسلاً إلى المنان بأن يَمِنُ علينا ويبلغنا الجِنان ..
وأن يعتق رقابنا من النيران…. .
وتَهُب فى أنحاء الكون ريح عطرة ونسمات عليلة جميلة؛
تلفح الوجوه فتنبها .. وتضرب القلوب برفق فتوقظها ..
ريح عندما نستنشقها ونشعر بحلاوتها
لا ندرى حينها أنحن فى دنيا أم فى جنة ؟؟
معراج القلوب
إنه رمضان ..
زين الشهور، وبدر البدور،
إنه درة الخاشعين، ومعراج التالين،
وحبيب العابدين، وأنيس الذاكرين، وفرصة التائبين،
إنه مدرج أولياء الله الصالحين إلى رب العالمين.
مع بزوغ أول ليلة من لياليه، تخفق القلوب،
وتتطلع النفوس إلى ذلك النداء الرباني الخالد:
يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
فيا لله ما أجمله من نداء!
يفرح به المؤمنون، ويستبشر به المتقون،
فيعمرون المساجد، ويقبلون على القرآن،
ويتلذذون بمناجاة الرحمن، ويتصدقون على المساكين،
ويؤمون البيت الحرام معتمرين ومصلين.
العيون تدمع، والقلوب تخشع، والرقاب لربها تخضع،
تختلط دموع التائبين، بلذة الخاشعين،
وتمتزج تلاوات التالين، بدويِّ الذاكرين،
فترسم في الدنيا أبهى حلة، وأجمل صورة،
تسطر معنى وجمال الحياة بطاعة الله.