ㅤ
فَوَائِدَ مِنْ قِصَّةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ ..
١- أَنَّ مَنْ آوَى إلَى اللَّهِ أَوَّاهُ اللَّه، وَلَطَفَ بِهِ، وَجَعَلَه سببًا لِهِدَايَة الضَّالِّين؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَطَف بِهِمْ فِي هَذِهِ النَّوْمَةَ الطَّوِيلَة إبْقَاءً عَلَى أَيْمَانِهِمْ وَأَبْدَانُهُم مِنْ فِتْنَةِ قَوْمِهِم وَقَتْلَهُم،
وَجَعَلَ هَذِهِ الْقَوْمَةُ مِنْ آيَاتِهِ الَّتِي يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى كَمَالِ قَدَّرَهُ اللَّهُ، وَتَنَوُّع إحْسَانِه، وَلِيَعْلَم الْعِبَادِ أَنْ وَعْدَ اللَّهُ حَقَّ.
٢-يمنعالحث عَلَى تَحْصِيلِ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ والمباحثة فِيهَا؛ لِأَنَّ اللَّهَ بَعَثَهُم لِأَجْلِ ذَلِكَ، وببحثهم ثُمّ بِعِلْم النَّاس بِحَالِهِم حَصَل الْبُرْهَان وَالْعِلْمِ بِأَنَّ وَعَدَ اللَّهُ حَقَّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا.
٣- الحث وَالتَّحَرُّز والاستخفاء، وَالْبُعْدِ عَنْ مَوَاقِع الْفِتَنُ فِي الدِّينِ، وَاسْتِعْمَال الْكِتْمَان الَّذِي يُدْرَأ عَنْ الْإِنْسَانِ الشَّرّ.
٤- في الْقِصَّة شِدَّة تَمَسَّك هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةُ بِدِينِهِم، وَذَلِك بِتَرْكِهِم دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَالِاعْتِزَال خوفًا مِنْ أَنَّ يُفتنوا فِي دِينِهِمْ.
٥- ذكر مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الشَّرَّ مِنْ الْمَضَارِّ وَالْمَفَاسِدِ الدَّاعِيَة لبغضه وَتَرَكَه، وَإِنَّ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ طَرِيقَة الْمُؤْمِنِين.
٦-يمنعأن قَوْلُه: ﴿يمنعقَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًايمنع﴾ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ بُعِثُوا فِي زَمَانِهِمْ أُنَاسٌ أَهْل تَدَيَّن؛ لِأَنَّهُم عظموهم هَذَا التَّعْظِيمَ حَتَّى عَزَمُوا عَلَى اتِّخَاذِ مَسْجِدٍ عَلَى كَهْفِهِم،
وَهَذَا وَإِنْ كَانَ ممنوعًا وخصوصًا فِي شَرِيعَتِنَا فَالْمَقْصُود بَيَانُ أَنَّ ذَلِكَ الْخَوْفِ الْعَظِيمِ مِنْ أَهْلِ الْكَهْف وَقْت أَيْمَانِهِم وَدُخُولُهُمْ فِي الْغَارِ أبدلهم اللَّهُ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ أمنًا وتعظيمًا مِنْ الْخَلْقِ، وَهَذِه عَوَائِد اللَّهُ فِيمَنْ تَحَمُّلِ الْمَشَاقِّ مِنْ أَجْلِهِ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ الْعَاقِبَةُ الْحَمِيدَة.
٧-يمنعأن كَثْرَةِ الْبَحْثِ وَطُولُه فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي لَا أهَمِّيَّةَ لَهَا لَا يَنْبَغِي الِانْهِمَاكُ بِهِ لِقَوْلِهِ : ﴿يمنعفَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًايمنع﴾
٨-يمنعأن سُؤَالَ مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ فِي الْقَضِيَّةِ المسؤولِ فِيهَا، أَوْ لَا يُوثَقُ بِهِ، مَنْهِيٌّ عَنْهُ لِقَوْلِهِ: ﴿يمنعوَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًايمنع﴾