يذكر القرآن: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ. شَهْرُ رَمَضَانَ وهو: الشهر التاسع من أشهر السنة القمرية. وسمي الشهر شهرا لشهرته، وأما رمضان فقد قال مجاهد: هو اسم من أسماء الله تعالى يقال شهر رمضان كما يقال شهر الله، والصحيح أنه اسم للشهر، سمي به من الرمضاء، وهي الحجارة المحماة، وهم كانوا يصومونه في الحر الشديد، فكانت ترمض فيه الحجارة في الحرارة. وشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ أي: نزل إلى السماء الدنيا، في شهر رمضان، وتحديدا في ليلة القدر منه، وهي التي سماها الله تعالى: ليلة مباركة، ثم نزل بعد ذلك في فترات نزول الوحي في ثلاث وعشرين سنة، خلال الأيام والشهور.
وروي عن مقسم عن ابن عباس: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" و: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" [23] وقوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" في[24] وقد نزل في سائر الشهور، ويذكر القرآن: "وقرآنا فرقناه". في[25] فقال: «أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان، إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما في ثلاث وعشرين سنة فذلك قوله تعالى "فلا أقسم بمواقع النجوم (سورة الواقعة آية: 75)».[26] وهُدًى لِّلنَّاسِ: أي: هاديا من الضلال. ووَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ:أي: دلالات واضحات من الحلال والحرام، والحدود والأحكام "والفرقان" أي الفارق بين الحق والباطل.
أنزل القرآن في شهر رمضان وبالتحديد في ليلة القدر من هذا الشهر، جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وكان ذلك في ليلة القدر، قال الله Ra bracket.png إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ Aya-1.png La bracket.png Ra bracket.png إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ Aya-3.png La bracket.png، قال ابن عباس: (أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة) [ النسائي والحاكم ]، وقال ابن جرير: (نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد على ما أراد الله إنزاله إليه).[27]