صيام الطفل
يسبب الصيام تعباً ونقصاً في الطاقة بشكل عام، لكن تبرز آثاره أكثر على الطفل الذي تزيد حاجاته الغذائية الضرورية لنموه ولوظائف جسمه كافة. في مرحلة الصيام، لا يمكن الاستهانة بحاجات الطفل ومن الضروري التركيز على تعويض ما يخسره من فيتامينات ومعادن وسوائل، حفاظاً على طاقته ونشاطه طوال ساعات الصيام. تشدد اختصاصية التغذية نور الصايغ على أهمية السحور لتأمين الطاقة للطفل خلال ساعات الصيام الطويلة، كما تشير إلى ضرورة الحرص على تأمين حاجة الطفل الزائدة من السوائل التي يحتاجها في هذه الفترة أكثر من أي وقت آخر. أما تحضير الطفل للصيام فيتم بشكل تدريجي ومدروس.
يمكن تدريب
الطفل على الصيام قبل أيام، يبدأ فيها بالامتناع عن الطعام والشراب لأربع ساعات تقريباً، إلى أن يحين موعد الغداء فيشرب ويأكل حتى العصر، ثم يتابع الصيام حتى المغرب. بهذه الطريقة، لا تحصل الأمور بطريقة مفاجئة له ولجسمه. كما تقترح الصايغ طريقة ثانية يمكن اعتمادها ليعتاد
الطفل على الصيام، وتقضي بأن يأكل في مواعيد أذان الظهر والعصر، ثم يصوم في الساعات الباقية، لأنه ليس سهلاً أن يصوم لساعات طويلة. يمكن أيضاً أن يصوم
الطفل عن الأكل في البداية، على أن يسمح له بشرب الماء فقط. علماً أن
الطفل قد يبدأ من سن 10 سنوات بالصيام، لكن يمكن أن يعتاد مسبقاً على ذلك تدريجياً. توضح الصايغ: "يعتمد
صيام الطفل لا على سنّه فحسب، بل أيضاً على نموه وحالته النفسية والصحية، ويمكن استشارة الطبيب في ذلك".
يبدو نقص السوائل أولى المشاكل التي يمكن أن يواجهها
الطفل الصائم. مشكلة أساسية لا بد من التحضر لها والعمل على تجنبها بالوسائل المطلوبة، مع الإشارة إلى أن جفاف السوائل نفسه قد يؤثر على قدرات
الطفل العقلية. لذلك تنصح نور الصايغ الأهل بتعويض السوائل التي تنقص
الطفل لانقطاعه عن الشرب طوال ساعات الصيام، إضافة إلى مصادر الطاقة التي يحتاج إليها لتأمين النشاط. فقد تتأثر القدرات الإدراكية للطفل بالصيام وكذلك قدرته على التركيز وعلى ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة من ذهاب إلى المدرسة والقيام بواجباته بكفاءة وقد تنقصه الفيتامينات والمعادن الضرورية لجسمه.
لا يفيد
الطفل أبداً تناول الأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية التي لا قيمة غذائية لها في موعد الإفطار. قد يحصل على كمية وحدات حرارية كبيرة جداً من دون أن تؤمن حاجاته الغذائية الأساسية. هذا النوع من الأطعمة لا يؤمن حاجاته الغذائية وتنقصه الطاقة نتيجة الصيام. توضح الصايغ: "لا بد من التركيز على أطعمة أكثر أهمية يمكن أن تؤمن حاجاته الغذائية، خصوصاً أن طاقة
الطفل ونشاطه وقدرته على التركيز قد تتأثر سلباً بالصيام، ويحتاج إلى ما يعوض له ذلك". تشير بعض الدراسات إلى أنه في الأسبوع الثالث من رمضان يبدأ أداء بعض الأطفال الصائمين بالتراجع في بعض التمارين الرياضية بسبب نقص الطاقة نتيجة الصيام. وبالتالي ينخفض مستوى الأداء الجسدي للطفل بسبب الصيام نتيجة انخفاض معدل الغلوكوز ومعدلات السوائل في الجسم.
هكذا، يجب التركيز على الخضَر والسلطات والفاكهة لغناها بالماء، لتعويض السوائل التي خسرها
الطفل في ساعات الصيام وتأمين حاجات جسمه بالفيتامينات والمعادن.
كما يجب أن يكثر
الطفل من شرب الماء بين الإفطار والسحور لتأمين حاجات جسمه من السوائل، خصوصاً إذا كان يعاني زيادة في الوزن.
ينصح بإعطاء الطفل عصير الفاكهة الطازج بدلاً من العصائر الجاهزة الغنية بالسكر، خصوصاً الجلاب وقمر الدين. وينصح بأن يتناول الطفل اللبن كمصدر للكالسيوم.
وتشكل وجبة السحور وجبة أساسية لمساعدة
الطفل على تحمل الصيام خلال ساعات طويلة. لذلك من الضروري أن تحتوي، بحسب الصايغ، على كافة المجموعات الغذائية، خاصة مصادر الكالسيوم في الحليب ومشتقاته والبروتينات الموجودة في البيض، والنشويات التي تؤمن الطاقة للجسم، خصوصاً تلك الغنية بالألياف، إضافة إلى البقوليات كالفول والحمص.