ان نصيب الانسان من الدنيا عمره
فان احسن استغلاله فيما ينفعه في دار القرار ربحت تجارته
وان اساء استغلاله في المعاصي والسيئات حتى لقي الله
على تلك الخاتمة السيئة فهو من الخاسرين
وكم حسرة تحت التراب والعاقل من حاسب نفسه قبل ان يحاسبه الله
وخاف من ذنوبه قبل ان تكون سببا في هلاكه
نسال الله لنا ولكم حسن الختام
لقد ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل الا ظله وذكر منهم شاب نشا في طاعة الله
وثبت عن انس بن النضر رضي الله عنه قال يوم احد
واها لريح الجنة اني لاجد ريحها من وراء احد
حدثني الدكتور قائلا
اتصل بي المستشفى واخبروني عن حالة خطيرة تحت الاسعاف
فلما وصلت اذا بالشاب قد توفي رحمه الله
ولكن ما هي تفاصيل وفاته فكل يوم يموت المئات بل الالاف
ولكن كيف تكون وفاتهم ؟
وكيف تكون خاتمتهم ؟
اصيب هذا الشاب بطلقة نارية عن طريق الخطا فاسرع والداه
جزاهما الله خيرا به الى المستشفى العسكري بالرياض
ولما كانا في الطريق التفت اليهما الشاب وتكلم معهما
فماذا قال ؟
هل كان يصرخ ويئن ؟
أم كـان يقول أسرعوا بي للمستشفى ؟
أم كان يتسخط ويشكو ؟
أما ماذا ؟
يقول والداه كان يقول لهما لا تخافا فاني ميت واطمئنـا
فاني اشم رائحة الجنة ليس هذا فحسـب بل كرر هذه الكلمات الايمانيـة
عند الاطباء في الاسعـاف حيث حاولـوا وكرروا المحاولات لاسعافه
فكان يقول لهم
يا اخواني اني ميت لا تتعبوا انفسكم فاني اشم رائحة الجنة
ثم طلب من والديه الدنو منه وقبلهما وطلب منهما السماح وسلم
على اخوانه ثم نطق بالشهادتين
اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
ثم اسلم روحه الى بارئها سبحانه وتعالى الله أكبر ماذا أقول
وبم اعلق
اجد ان الكلمات تحتبس في فمي والقلم يرتجف في يدي
ولا املك الا ان اردد واتذكر قول الله تعالى يثبت الله الذين امنوا
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولا تعليق عليها
ويواصل محدثي حديثه فيقول
اخذوه ليغسلوه فغسلوه مغسل الموتى بالمستشفى وكان ان شاهد
هو الاخر عجبا
كما حدثه بذلك في صلاة المغرب من نفس اليوم
اولا
راى جبينه يقطر عرقا قلت لقد ثبت عن رسول الله صل الله عليه وسلم
ان المؤمن يموت بعرق الجبين وهذا من علامات حسن الخاتمة
ثانيا
يقول كانت يداه لينتين وفي مفاصله ليونة كانه لم يمت وفيه حرارة
لم اشهدها من قبل فيمن غسلتهم
ومن المعلوم ان الميت يكون جسمه باردا وناشفا ومتخشبا
ثالثا
كانت كفه اليمنى في مثل ما تكون في التشهد قد اشار بالسبابة
للتوحيد والشهادة وقبض بقية اصابعه سبحان الله
ما اجملها من خاتمة نسال الله حسن الخاتمة
القصة لم تنته بعد
سـالهم مغسل الموتى والده عن ولده وماذا كان يصنع ؟
اتدري ما هو الجواب ؟
اتظن انه كان يقضي ليله متسكعا في الشوارع ؟
او رابضا عند القنوات الفضائية والتلفاز يشاهد المحرمات ؟
ام يغط في نوم عميق حتى عن الصلوات ؟
ام مع شلل الخمر والمخدرات والدخان وغيرها ؟
ام ماذا يا ترى كان يصنع ؟
وكيف وصل الى هذه الخاتمة التي لا اشك اخي القارئ أنك تتمناها
ان تموت وانت تشم رائحة الجنة
قال والده
لقد كان غالبا ما يقوم الليل فيصلي ما كتب الله له وكان يوقظ
اهل البيت كلهم ليشهدوا صلاة الفجر مع الجماعة
وكان محافظا على حفظ القران
و كان من المتفوقين في دراسته الثانوية
قلت صدق الله
ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة
الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون
نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها
ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم
نساال الله حسن الخاتمة اللهم امين ..امين..امين