من أسرار آية الكرسي
آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم، وقد ذكر فيها خمسة من أسماء الله الحسنى، وهي:[١]
الله: هو اسم جامع لكل معاني الألوهية وصفات الكمال.
الحي: يشير الاسم إلى حياة الله الكاملة العظيمة.
القيوم: هو الذي يستغني عن جميع خلقه ويقوم بنفسه، ويقوم بجميع الموجودات.
العليّ: يدل هذا الاسم على ثبوت جميع معاني العلوّ له، فالله علوّ لذاته، وعلو القدر والشأن، وعلو القهر والغلبة.
العظيم: يدل على جمع الله تعالى لكافة صفات الكبرياء والعظمة.
ترجع عظمة هذه الآية لجمعها لأصول الأسماء والصفات، كالوحدانية، والإلهية، والعلم، والقدرة، والملك، والإرادة، وغيرها.[٢]
فوائد عقدية وسلوكية في آية الكرسي
هنالك العديد من الفوائد لآية الكرسي ومنها الآتي:[٢]
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ): أكد قوله تعالى في أول جملة منها، إلى معبود حق وبحق إلا الله، وفيها ذكر لتوحيد الألوهية، ولا يجوز عبادة إله غيره، فإن عُبد فهو باطل.
(الْحَيُّ الْقَيُّومُ): فيها استحقاق الله وحده للعبادة لأنّه حيٌّ قيوم، فهو صاحب الحياة الكاملة المطلقة، لا يسبقها عدم ولا يلحقها عدم، والقيوم فيها قيام لله بذاته مستغنٍ عن جميع الخلق.
(لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ): تعني عدم غلبة النعاس عليه، والنعاس مقدمة النوم، وهذا الوصف يتضمن كمال الله واستغنائه وقيوميته، وفي هذا الكلام رد على من يعبد إله غير الله، فالله الذي لا يغلبه النعاس ولا النوم هو المستحق للعبادة.
(لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ): فملك الله ملكٌ تام السلطان، فلا يستطيع أحد أن يتصرف في ملك الله إلا بإذن الله، وهذا من تمام ربوبيته، والاستفهام في الآية استنكاري.
(مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ): فيأذن الله للشفعاء أن يشفعوا، فلا يستطيع أن يشفع إلا بإذنه، وهو رد على المشركين الذين اتخذوا شفعاء من دون فانصرفوا إلى عبادتهم.
(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ): أي أنّ الله عالمٌ بالكل، وهو دليل على إحاطة علمه بجميع المخلوقات، في الماضي والحاضر والمستقبل، وبعلمه بالكليات والدقائق والجزئيات، ويعلم أحوال خلقه جميعها، وبعد ذلك فلا أحد يحيط بعلم الله إلا هو ولكن يشاء هو أن يعلم.
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ): هذا دليل على كمال وعظمة الله، والكرسي هو موضع قدمي الله.
(وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا): بعد ذكر ملكه وعظمته يذكر الله قدرته على حفظ هذا الملك، وهذا سهل يسير عليه سبحانه، وذلك فيه كمال قوته وقدرته.
(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ): أي أنّ لله صاحب العلو المطلق بعلو الذات والصفات.
فضل سورة الكرسي
لهذه الآية شأن عظيم،[٣] وقال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: (يا أبا المنذرِ. أيُّ آيةٍ في كتابِ اللَّهِ أعظمُ؟ - قلتُ: اللَّهُ ورسولِهُ أعلمُ، [ فردَّدَها مرارًا ثمَّ ] قال [ أُبَيٌّ ]: اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ - فضربَ صَدري، وقالَ: ليَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ، والَّذي نفسي بيدِهِ إنَّ لِهذِه الآيةِ لسانًا وشفتينِ تقدِّسُ الملِكَ عندَ ساقِ العَرشِ).[٤]