صفات بقرة بني إسرائيل
ذكر الله -تعالى- صفات بقرة بني إسرائيل في سورة البقرة، وجاءت صفاتها كما يأتي:
بقرة متوسّطة السنّ؛ فهي ليست صغيرة ولا كبيرة، وجاء ذكر هذه الصفة بقوله -تعالى-: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ)،[١] فالفارض هي التي فرضت سنّها وبلغت نهايته؛ أي كبيرة، والبكر هي الصغيرة التي لم تلد، والعوان هي الوسط بين الصغر والكبر.[٢][٣][٤]
بقرة صفراء اللون، وجاءها ذكرها بقوله -تعالى-: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)،[٥] ومعنى فاقع أي شديد الصُفرة، وصافٍ، وله بريق، يسرُّ الناظر إليه.[٢][٣][٣][٤]
بقرة غير مُذلّلة للعمل، إنّما هي حرّة، ولا سلطة ولا رقابة لأحد عليها، ولا تُستخدم للحراثة ولا لسقي الماء، وجاء ذكر هذه الصفة بقوله -تعالى-: (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ).[٦][٧][٨]
بقرة خالية وسليمة من العيوب الجسدية؛ فلا عرج ولا عور فيها، كما أنّها بقرة لا شية فيها؛ أي خالصة اللون وليس فيها لونٌ آخر، وذكرها الله -تعالى- بقوله: (مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا).[٦][٧][٨]
قصة بقرة بني إسرائيل
ذكر الله -تعالى- قصّة بقرة بني إسرائيل في سورة البقرة في سبعِ آياتٍ منها، وهنّ من الآية سبع وستّين إلى الآية الثالثة والسبعين، وخُلاصة القصّة أنّ هُناك رجل من بني إسرائيل قد قُتل ولكنّهم لم يعرفوا القاتل؛ فقاموا برفع القضية إلى موسى -عليه السلام-، فقال لهم: إنّ الله -تعالى- يأمركم بذبح بقرة؛ فتعجّبوا من ذلك؛ فظنّوا أنّه يستهزأ بهم؛ فبدأوا يسألونه عن عُمرها ولونها وعملها؛ فأخبرهم بكلّ ذلك؛ فقاموا بذبحها مُكرهين.[٩]
صفات بني إسرائيل من خلال قصة البقرة
هُناك العديد من صفات بني إسرائيل التي استنتجها أهل العلم من خلال قصّة البقرة، وهي كما يأتي:
عنادهم وكبرهم وقسوة قلوبهم وكذبهم؛ كإلصاقهم تُهمة القتل بشخصٍ غير القاتل، وإيمانهم بالمحسوسات أكثر من إيمانهم بالله -تعالى- وأقواله؛ لأن الله -تعالى- كان يُمكن أن يُبيّن لهم القاتل من غير أن يطلُب منهم ذبح البقرة، ولذلك طلبوا من موسى -عليه السلام- رؤية الله -تعالى- أمامهم، قال -تعالى- على لسانهم: (أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً).[١٠][١١]
تأخّرهم في تطبيق أوامر الله -تعالى-، وسوء أدبهم مع أنبيائه واستهزائهم بهم، وتجاوزهم لحدوده، وكثرة سؤالهم.[١٢][١٣]
ويستفاد من قصة البقرة دروس عديدة، ومنها ما يأتي:[١٤]
بيان قدرة الله -تعالى- المُطلقة، وأنّه لا يُعجزه شيء، من خلال إحيائه للقتيل بعد موته ونطقه بالحقّ.
بيان عصمة الأنبياء عن الخطأ والصفات السيئة.
بيان أن كثرة السؤال فيما لا فائدة منه لا يغيّر من الحقّ شيئاً، إنّما قد يترتب عليه نتائج سلبيّة.
بيان الحقّ في النهاية مهما طال الزمن، ودحر الباطل مهما علا وطال وقته.