في حياة الإنسان كل شيء وارد وواقع
قد تفقد عزيزا عليك بين يوم وأخرى ، وقد تتعرض
للخيانة من من صديق بين عشية وضحاها ، وقد
تتعرض للجحود والنكران ممن كنت تحسبه
أمل المستقبل
منذ أن بدأنا نعي في هذه الحياة افتقدنا الكثير من أعز
الناس علينا ، وتنكر لنا أناس كثيرون ، وخلف الوعد
ممن كنا نثق بهم لكننا لدينا ما هو أهم من هذا وهو
التعامل معها من الناحية النفسية والدينية ، فأنت
لو حزنت كثيرا أو قليلا على قريبك الذي فقدته
لن تغير من الأمر شيئا ، فالفقيد قد مضى وسوف
يأتي الدور على آخرين بعده ، وربما تكون
أنت هذه المرة
وإذا عشت أجواء القهر والجروح النفسية بسبب
الخيانة والنكران من قبل من كنت تثق بهم فلن
ينفعك هذا القهر شيئا ، ولا تستطيع أن تصلح
الناس كلهم حسب رغبتك ، فالصديق سوف يبقى
صديق ولكن الظروف المحيطة تتحكم به كما
تتحكم بك
والخائن والناكر للجميل سوف يبقى على حاله حسب
الظروف والمصلحة ، إلى أن يهديه الله ، وربما
ينقلب إلى أحسن صديق
وأمام هذا وهذا ليس من المعقول إن يستمر بكائي
على فقيد زمنا طويلا ، أيضا ليس من المعقول أن
أعيش أجواء القهر طول حياتي لمجرد أنني
اختلفت مع إنسان وأساء معاملته لي
فإذا خانني صديق ، فهذا ليس معناه أن الدنيا
قد تخلت عني ، وإذا فقدت عزيزا ، هذا لا يعني
أن الدنيا قد انتهت
فالخير لا زال باقي ، وقافلة الحياة بتنوعاتها
تسير إلى الأمام ولن تتوقف ، ولا زال هناك
شمس تشرق ، وقمر يطلع ، وزهور تتفتح ،
وورود تنشر روائحها الزكية ، وطيور تغني ،
وعصافير تزقزق ، وأغصان تتمايل مع هبوب كل
نسيم ، وحدائق غناء وخمائل جميلة تسرح وتمرح
فيها العصافير ليل نهار
هذه الأمور حاصلة في حياة الإنسان ولا
يمكن أن أنكرها لكن ما هو الحل ؟
الحل هو: أولا أن تربط نفسك بالله تعالى
ثانيا أن تهيئ نفسك للمواقف الصعبة وتعتقد
أن الدنيا يوم لك ويوم عليك ، وبقدر ما هي مرة ،
هي أيضا حلوة ، ومع هذا وذاك فوض أمرك لله
وامضي في حياتك قويا ومواجها للحياة
يقول الله تبارك وتعالى
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي
إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(44)
سورة غافر }
أسأل الله لي و لكم جميعا التوفيق
ــــــــــــــــــــــــ