تتصاعد وتيرة الخلافات الزوجيَّة خلال شهر رمضان، ويلقي الكثير من النّاس باللوم على الصِّيام، مبررين أنّه يقف وراء تلك المشاجرات، التي تتطوّر أحيانا إلى مراحل قد تكون خطيرة. كما تزداد نسب الطّلاق في شهر رمضان رغم أنّ الأولى تحقيق المزيد من الألفة والمحبّة والسّكينة إذا فهم الغرض من هذه العبادة الروحانيّة التي تهذّب النّفس وترفعها وتعودها على الصّبر. يؤكد خبراء علم الاجتماع أن العوامل التي تشعل الخلاف بين الزوجين تزيد خلال شهر رمضان، ذلك أن نقص السكر في الجسم بسبب الصيام يسبب التوتر، كما أن التوقف عن التدخين أو شرب الكافيين يزيد العصبية، بالإضافة إلى ضيق الوقت، وكثرة الولائم ونقص العلاقة الحميمة. وقال المستشار الأسري الدُّكتور عبدالإله جدع إن اختلاف أوقات النّوم والأكل ومواعيد الأعمال التي يذهب إليها الكثيرون دون أن يأخذوا قدرهم الكافي من النّوم بسبب تقاليد السّهر المتواصل حتى الفجر، وتتعارض مع تقليديّة الرّوتين الذي اعتاد عليه كلا الزوجين في أيام الإفطار، تتسبب في نشوب الخلافات بينهما. كما أن قلق الزّوج المتواصل من ارتفاع ميزانيّة المصروفات خلال هذا الشّهر وعبء تدبير النّفقات الماديّة يجعلانه يفرغ شحنات غضبه، الذي يكبته في عمله، ببيته وزوجته ما يزيد من المشاجرات بينهما. ويوضّح الدّكتور جدع أنّ التّحدي الذي يواجه كلا الزّوجين هو قدرتهما على التكيّف مع تلك التغييرات والتعامل معها بهدوء وصبر، وحتى يستطيعا ذلك، لا بد بداية من استشعار هدف الصوم وارتباطه بضبط النفس. ويرى استشاريو العلاقات الأسرية أنه على المرأة استيعاب الرَّجل، خاصّة عند عودته من العمل، أو دخوله المطبخ ليراقب ما طبخت، أو قبل الإفطار، وهي الأوقات التي تزيد من توتُّره وانفعاله ونفاد صبره. وأن تتعلّم اختيار الوقت المناسب الذي تطلب منه شيئا فيه، وتأجيل طرح المشاكل أو الموضوعات التي تخلق أزمة لما بعد الإفطار. كما عليها تجاوز السلبيّات خلال الشّهر الكريم، ودعم الزّوج وتشجيعه والثّناء على جهوده وتقديرها، ولذلك تأثير كبير على اعتزازه بنفسه، وشحن بطاريّات قوّة تحمّله، كما أنّه يرفع من معنويّاته. وينصح الخبراء الطرفين بالهدوء، ذلك أن أحد الطرفين قد يكون متأثرا بسبب نقص السكر أو النيكوتين أو الكافيين في جسمه، أو حتى تعرّض لمشاكل في عمله، ما يجعله متوترا وثائرا بسبب أتفه الأسباب، أو بلا سبب أصلا، وفي هذه الحالة على الطرف الآخر احتواء الموقف والحفاظ على هدوئه ومحاولة تهدئة الآخر. وعموما، يحافظ الهدوء على العلاقة الزوجية من المشاكل، فحتى عند حدوث مشكلة، لن تتطور بسبب هدوء أحد الطرفين. كما ينصحون بعدم دعوة الضيوف دون اتفاق ويرون أن الزوج هو أيضا شريك في المنزل، ويجب التنسيق معه بخصوص موعد استقبال الضيوف، حتى لا تتعارض مع مواعيد عمله أو راحته. فضيوف الوليمة سيدخلون إلى بيت يملكه شخصان، يجب أن يعلم كلاهما بشأن الوليمة مسبقا، وأن يكونا موافقين ومستعدين لها.