الحب بين رؤيتين
الأولى :
الحُبُّ ، ما الحُبُّ ؟ ذاكَ الفاتِكُ القاسي
القاتِــلُ النَّــاسَ غمَّاً ، دُونَ إحساسِ..
المُستَــبدُّ الذي فـاضَت فجائــعُهُ
عَن الحدودِ ، وفــاقَت كُلَّ مِقياسِ..
يأتيكَ حُلواً بهيَّ الطَّيفِ مُبتهِجاً ،
مُسالماً ، وهوَ ينوي خنقَ أنـفاسِ
حتَّى إذا كُنتَ نشواناً بهِ ثَمِلاً
وكُنتَ ، يا ابنَ المآسي دَونَ حُرَّاسِ..
أتتكَ أفعاهُ كي تغتالَ غادِرةً
ما كُنتَ تحسَبُهُ أغلى مِنَ الماسِ..
الحُبُّ كاسٌ وبالآلامِ مُترَعةٌ
مَن شاءَ عَيشاً ، فلا يقرَب مِنَ الكاسِ !!
الثانية :
الحُبُّ أصعَبُ درسٍ قد تواجِهُهُ ،
اجتازَهُ النَّزرُ ، والآلافُ قد سقطُوا...
الحُبُّ عِقدٌ رقيقُ الخَيطِ مُرهفُهُ
مَن لا يُداريهِ مِن كفَّيهِ ، يَنفرِطُ..
الحُبُّ أرفَعُ إحساسٍ وألطفُهُ
ورقَّةُ الحِسِّ لا تُعطى لمَن هَبَطوا
الحُبُّ ، ما الحُبُّ ؟ إنَّ الحُبَّ أُحجيةٌ ،
عَصيَّةٌ ، وبها الألبابُ تغتَبِــطُ ...!!