﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾.
أَنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ كَلِمَةٌ تُقَالُ إنَّمَا هُوَ حَقِيقَةٌ ذَاتِ تَكَالِيف؛ وَأَمَانَة ذَات أَعْبَاء؛ وَجِهَادٌ يَحْتَاجُ إلَى صَبْرٍ، وَجَهْدٌ يَحْتَاجُ إلَى احْتِمَالِ.
فَلَا يَكْفِي أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: آمَنَّا؛ وَهُمْ لَا يَتْرُكُونَ لِهَذِهِ الدَّعْوَى، حَتَّى يَتَعَرَّضُوا لِلْفِتْنَة فيثبتوا عَلَيْهَا ويخرجوا مِنْهَا صَافِيَة عناصرهم خَالِصَة قُلُوبِهِم.
كَمَا تَفْتِن النَّار الذَّهَب لِتَفْصِل بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَنَاصِر الرخيصة العالقة بِه - وَهَذَا هُوَ أَصْلُ الْكَلِمَة اللُّغَوِيّ وَلَه دَلَالَتِه وظله وإيحاؤه - وَكَذَلِك تَصْنَع الْفِتْنَة بِالْقُلُوب.
هَذِهِ الْفِتْنَةِ عَلَى الْإِيمَانِ أَصْلٍ ثَابِتٍ، وَسُنَّة جَارِيَة، فِي مِيزَانِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾.
[ فِي ظلّال الْقُرْآن ]